في إنجاز علمي يعدُ بإحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في عالم الحوسبة، توصل باحثون شرق أوسطيون إلى اكتشاف مذهل حول الكيفية التي يتفاعل بها الضوء مع المجال المغناطيسي في المواد الصلبة، وهو الاكتشاف الذي يمهد الطريق لتطوير جيل جديد من ذاكرة الوصول العشوائي المغناطيسية المعروفة اختصاراً بـ«MRAM»، والتي تُعد أسرع وأكثر كفاءة من نظيراتها التقليدية.
هذا الابتكار، الذي نشرته مجلة «فيزيكال ريفيو ريسيرش» العلمية، يمثل خروجاً عن المألوف في فهمنا للعلاقة بين الضوء والمواد المغناطيسية. فقد تمكن الفريق البحثي بقيادة البروفيسور أمير كابوا من تطوير معادلة رياضية جديدة تصف قوة التفاعل بين موجات الضوء المتذبذبة والمغناطيس، وهو الأمر الذي يفتح آفاقاً واسعة لتطبيقات ثورية في مجال تخزين البيانات.
وتعمل ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) التقليدية باستخدام مغناطيسات كهربائية دقيقة للغاية، تُشحن بالجهد الكهربائي لتشفير البيانات كأصفار وآحاد في النظام الثنائي. لكن الذاكرة المغناطيسية «MRAM» تتميز بأنها سريعة للغاية ولا تفقد البيانات حتى عند انقطاع التيار الكهربائي، ما يجعلها الخيار المفضل للتطبيقات الصناعية والعسكرية وتطبيقات الفضاء.
ويكمن جوهر الاكتشاف الجديد في استغلال الخصائص المغناطيسية للضوء، وهي الخصائص التي كانت مُهملة إلى حد كبير في السابق.
فقد اكتشف الباحثون أن الموجات الضوئية سريعة التذبذب قادرة على التحكم في المغناطيس، وهو الأمر الذي يُعد طفرة هائلة في مجال تخزين البيانات والذاكرة الإلكترونية.
وبفضل المعادلة الجديدة، أصبح بالإمكان وصف قوة هذا التفاعل بدقة، مع تحديد سعة المجال المغناطيسي للضوء وتردده وقدرة المادة المغناطيسية على امتصاص الطاقة.
ويؤكد البروفيسور كابوا أن هذا الاكتشاف يسمح بإعادة النظر تماماً في تقنيات التسجيل المغناطيسي الضوئي، ويمهد الطريق لابتكار أجهزة تخزين مغناطيسية ضوئية عالية الكفاءة وموفرة للطاقة وفعالة من حيث التكلفة، لم تكن موجودة من قبل.