شهد مؤتمر المحاماة الكويتي الأول الذي عقد أمس تحت شعار «رؤية متطورة... ترسم المستقبل»، والذي تُنظمه جمعية المحامين الكويتية، بمشاركة 1500 محامٍ ومحامية من داخل وخارج الكويت، تفاعلاً كبيراً، ومشاركة من 40 دولة في مختلف أنحاء العالم، ليكون بمثابة منصة لتطوير المهنة والارتقاء بها وتعزيز مكانتها.

وقالت وكيلة وزارة العدل بالتكليف عواطف السند، في كلمة لها، لدى حضورها المؤتمر نيابة عن وزير العدل المستشار ناصر السميط، إن مهنة المحاماة تُعد إحدى ركائز العدالة وضلع مهم من أضلاعها وشريك في إقامة ميزان العدالة مع القضاء والنيابة العامة، مشيرة إلى أن المحاماة لا تقتصر على المعرفة القانونية فحسب، بل هي رسالة سامية للمعايير الأخلاقية والمهنية، مؤكدة أنها وجه من وجوه العدالة.

وثمّنت السند دور جمعية المحامين في إقامة هذا المؤتمر مبينة انها إحدى أقدم مؤسسات المجتمع المدني في الكويت، والتي كان لها الدور الوطني الملموس منذ نشأتها قبل اكثر من 6 عقود لتعزيز الدور المهني والعمل وفق أعلى المعايير المهنية والأخلاقية لتحقيق العدالة وتجسيد الخدمة القانونية الفعّالة لجميع الأفراد والمؤسسات، معربة عن تقديرها العميق لمهنة المحاماة والعاملين عليها في تجسيد العدالة وتكريس القانون.

بدوره، قال أمين سر جمعية المحامين خالد السويفان، إن المؤتمر الذي عقد برعاية وزير العدل المستشار ناصر السميط، تضمن 4 جلسات حوارية متنوعة تتناول مختلف المواضيع والقضايا أهمها تأثير التطور التكنولوجي على مهنة المحاماة.

وبيّن السويفان ان المؤتمر يهدف إلى مواكبة التطور العالمي في مهنة المحاماة، في ظل التطور الرقمي ودخول الذكاء الاصطناعي، راجياً ان يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات إيجابية تنعكس على المهنة.

وأوضح ان نحو 12 ورشة عمل استبقت أعمال المؤتمر بيوم، حيث تضمنت مختلف الاطروحات القانونية والمواضيع المتعلقة بالمهنة، مؤكدا سعي الجمعية إلى إقامة المنصات الحوارية والمؤتمرات التي تعود بالفائدة على مهنة المحاماة وشاغلي هذه المهنة في الكويت.

وفي كلمة، ألقاها خلال المؤتمر، قال السويفان، إن «انطلاقة أعمال المؤتمر كانت بالتزامن مع يوم المحامي الكويتي، حيث نلتقي في هذه المناسبة العزيزة التي تجمع فخر الماضي مع أمل المستقبل».

ولفت إلى أنه قبل 65 عاما كانت الانطلاقة الرسمية لمهنة المحاماة في الكويت، وهي ليست وظيفة بل رسالة سامية للدفاع عن الحق وإعلاء سيادة القانون، بعد ذلك بـ 3 سنوات

تم تأسيس جمعية المحامين، كأول جمعية في الخليج العربي لتكون علامة مضيئة في مهنة المحاماة، وشاهدا على النهضة القانونية التي شهدتها الكويت، مؤكدا ان هذا الوطن كان ولايزال سبّاقاً في دعم العدالة وترسيخ قيمها.

«العدل» بلا ورق

قال السويفان، «إنه مع تطور الزمن، أصبحنا نسير من مرحلة الورق والقلم إلى المنصات الرقمية، ومن قاعات المحاكم التقليدية إلى جلسات التقاضي الالكتروني، حتى جاءت مبادرة العدل بلا ورق، لتكون نقطة تحوّل نحو عدالة رقمية شاملة».

الكويت منارة الفكر

وصف رئيس اتحاد المحامين العرب عبدالحليم علام الكويت بمنارة للفكر العربي وجمعيةُ المحامين بأنها منبر رفيع من المنابر العربية، متوجهاً بخالص شكره وتقديره إلى الكويت قيادة وشعباً على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة.

مواكبة التطور

قال رئيس اتحاد المحامين الخليجيين حسن بديوي، إنه «لشرف عظيم أن أقف ممثلاً للمحامين الخليجيين في مؤتمر ينظّم على أرض الكويت الشقيقة، والذي يعكس اهتمامها البالغ بالعدالة والقانون، مواكبة للتطور الذي يشهده العالم حاليا، ومواجهة التحديات التي يواجهها شاغلو المهنة».