في ليلةٍ غنّت فيها الكويت تراثها، وارتفعت فيها نغمات الماضي على إيقاعات الحاضر، احتضن «مسرح الدراما» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي - مساء الأربعاء - حفلاً غنائياً ناجحاً بعنوان «سامري وقادري مع طارق الخريّف»، والذي أتى من تنظيم وإنتاج شركة «كيف» للإنتاج الفني، وبإشراف فني من «سمارت سمرات» للإنتاج الفني.

جاء الحفل ليجدد الارتباط بالفنون الكويتية الأصيلة، التي تشكل ذاكرة المجتمع وملامح هويته، وتعيد إلى الواجهة فنون القرية التي منها السامري والقادري.

«بين القادري والسامري»

افتتح الفنان طارق الخريّف، الأمسية بإطلالة واثقة حملت نكهة الأصالة، حيث بدأ على إيقاع القادري بأغنية «يا مرحبتين كبار»، التي استقبلها الجمهور بالتصفيق المنتظم على الإيقاع، وكأنه يشارك الفرقة في نسج اللحن.

ثم انتقل إلى اللون السامري عبر أغنية «ألا يا عبرة تجرا» التي حملت شجن القرية القديم، وتفاعل معها الحضور. وعلى إيقاع السامري النقازي قدّم «يا عين ياللي»، فتعالت الأصوات بين الصفوف مردّدة معه بعض الجمل الغنائية.

بعدها، عاد الخريّف إلى إيقاع القادري بأغنية «يا راعي المرسيدس»، حيث علت التصفيقات الحماسية مع كل مقطع، ثم ألهب المسرح بسامرية «يوم الإثنين الضحى» التي غنّاها الجمهور معه بحماسة واضحة، قبل أن يواصل على إيقاع القادري في أغنيتي «أول أول» و«البارحة نوم»، اللتين زينتا أجواء المسرح بالبهجة والانسجام.

واختتم النصف الأول بسامرية نقازية بعنوان «روضة الخلان» التي صفق لها الجمهور طويلاً، ثم أتبعها بأغنيتي «يا سلامي على برق سمر» و«ألا يا ونة بأقصى الضميري» على إيقاع السامري النقازي.

«مفاجأة الحفل»

مع بداية النصف الثاني، فاجأت الفنانة البحرينية حنان رضا، الجمهور بظهورها على المسرح، لتضفي على الأمسية نكهة مختلفة بصوتها العذب وحضورها الأنيق، حيث بدأت بأغنية «دار الهوى دار» على إيقاع القادري، فتمايل الجمهور معها بخفة مع الإيقاع، ثم أتبعتها بأغنية «يا سعود» باللون نفسه، ومعها تعالت الأصوات بين المقاعد تشجيعاً لأدائها المتقن.

وجاءت لحظة الذروة عندما شاركت الخريّف الغناء بأغنية «دنيا الهوى» على إيقاع السامري، فامتزج صوتا الفنانين بتناغم جميل.

«بين النغم والحنين»

بعد ذلك، أكمل الخريّف مشوار الليلة منفرداً مستنداً على خبرته وحضوره اللافت، حيث بدأ بسامرية «مرحبا بالخضر» التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والإيقاع، ثم قدّم على إيقاع القادري ثلاث أغان هي «غاب بدر» و«باجر يبينون» و«سرى الليل»، والتي رافقها الجمهور بالغناء والتصفيق.

ومن إيقاع السامري، قدّم أغنية «سلمولي على اللي» التي أثارت حماسة الجمهور فشاركه الغناء بصوت واحد، ثم تلتها على إيقاع القادري أغنية «غفّار الزلة» التي رافقها التصفيق الطويل لما حملته من طاقة وإيقاع متصاعد، ليعود إلى السامري مع أغنية «قمت أفتكر وأشوف»، قبل أن يوشك على اختتام رحلته الفنية بأغنيتين على إيقاع القادري وهما «تيّه أفكاري غزال» و«قمت أتفكر»، ليغلق بعدها الحفل بأغنيتي «يا مرحبا» و«سرى ليلي» على إيقاع تفاعل معه الجمهور بالتصفيق والغناء حتى آخر نغمة.

«روح الماضي»

أعرب المدير العام لشركة «كيف» للإنتاج الفني سعود الرندي، في تصريح لـ«الراي»، عن سعادته بنجاح الحفل قائلاً: «الإقبال الكبير الذي شهدناه الليلة هو رسالة واضحة بأن الفن الكويتي الأصيل لا يزال يسكن وجدان الجمهور. ما زال الناس متعطشين لهذه الألوان التي تعبّر عنهم وتذكّرهم بجمال البساطة وروح الماضي».

«الفنون كما هي»

قال المدير التنفيذي للشركة بدر بوغيث، في تصريح لـ«الراي»: «نحن في (كيف) نحرص على دعم الفنانين الشباب وتشجيعهم على تقديم فنوننا بروح جديدة تواكب العصر وتحافظ على الأصالة في آنٍ واحد. وفي حفلنا الحالي قدمنا الفنون الشعبية كما هي من دون تغيير».