على مدار العقود الماضية، اعتمد العلماء على مفهوم قوة «الطاقة المظلمة» لتفسير ظاهرة تسارع التوسع المستمر للكون، لكن دراسة رائدة جديدة من جامعة «بريمن» الألمانية قدمت أخيراً تفسيراً بديلاً ثورياً يعتمد على تغيير مفهوم الهندسة الأساسية للزمكان (الزمان-المكان) لتفسير ذلك التسارع، وهذا يلغي الحاجة إلى وجود الطاقة المظلمة تماماً.

وبهذا، تقدم الدراسة رؤية جديدة تتحدى النماذج التفسيرية التي طالما تبناها العلماء لتفسير هذا الكون الذي نعيش فيه.

وخلال دراستهم، استعاض الباحثون عن مفاهيم الهندسة الريمانية التقليدية بهندسة «فينسلر» الأكثر تعقيداً، والتي تعتمد على اتجاه الحركة والسرعة في الفضاء. وهذا التغيير الجذري يعدل قياسات المسافة والزمن بشكل أساسي، حيث أظهرت معادلات «فينسلر-فريدمان» المعدلة أن تسارع الكون ناتج عن تلك الهندسة نفسها.

وشرح الباحثون في دراستهم أنه في النموذج الكوني القياسي، تربط النسبية العامة بين المادة والهندسة، وتتم إضافة الطاقة المظلمة لتفسير التسارع الكوني المرصود. أما في هذا النموذج الجديد، فالهندسة المعاد تعريفها كافية لتفسير هذه الظاهرة، حيث تُظهر المعادلات نمواً أساسياً يتطابق مع المشاهدات، وهذا يحل بشكل أنيق محل الثابت الكوني.

وتحافظ هندسة «فينسلر» على الهيكل السببي للزمكان بشكل كامل، حيث تكون التشوهات طفيفة وغير ملحوظة للمراقبين المحليين. وتتفق تنبؤات النموذج الجديد مع بيانات المستعرات العظمى بدقة عالية، كما تدعمها استطلاعات توزيع المجرات الحديثة، وهذا يعزز مصداقية النموذج المقترح.