توظيفاً للشعبية العالمية لكرة القدم في خدمة الدبلوماسية الإنسانية، وتقديم الدعم الملموس للأطفال المتأثرين بالأزمات، عقدت مبادرة «كرة القدم للإنسانية» مؤتمراً صحفياً، الأربعاء، في مركز الحمراء للتسوق، للإعلان رسمياً عن انطلاق برنامج النسخة الأولى من الكويت.

المبادرة برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «يونيسكو» ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحده للأطفال «يونيسيف» ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت، ومشاركة سفارات تسع دول، والقطاع الخاص، حيث سيتم توجيه ريع بطولة كرة قدم مخصصة للصغار، ومزاد خيري لمقتنيات كروية حصرية، لتقديم الدعم الحيوي للأطفال الفلسطينيين، على أن يدار الريع حصراً عن طريق جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

ريادة

وبهذه المناسبة، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية وعضو مجلس أمناء المبادرة، الوزير المفوض عبدالعزيز الجارالله، إن رعاية وزارة الخارجية لمبادرة «كرة القدم للإنسانية» تعكس دور الكويت وريادتها بوصفها مركزاً للعمل الإنساني، ودعمها للدول في أوقات الأزمات، والمساهمة في التخفيف من معاناة الشعوب حول العالم، والموقف المبدئي الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأضاف الجارالله، في كلمته إن «هذه المبادرة تقدّم نموذجاً رائداً ومبتكراً للدبلوماسية الإنسانية، كوسيلة لتحقيق السلام المستدام وتعزيز التعاون الدولي»، مشيداً بدعم الأمم المتحدة لهذه المبادرة الإنسانية، وشاكراً ممثلي البعثات الدبلوماسية لسفارات الدول المشاركة، على تعاونهم في إيصال رسالة المبادرة الإنسانية ودعمها للأطفال حول العالم.

قيم وتضامن

بدورها، أعربت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في الكويت غادة الطاهر، عن سعادتها البالغة بالتعاون في تنظيم مبادرة «كرة القدم للإنسانية»، لافتة إلى أن «هذه المبادرة تأتي متماشية مع مبادئ الأمم المتحدة، لما لها من دور في تعزيز القيم الإنسانية والتضامن العالمي من خلال مشاركة الشباب في الرياضة، ونحن اليوم نعمل معاً لإبراز رسالة السلام والإنسانية في الكويت وعلى المستوى العالم».

من ناحيتها، قالت رئيس مجلس إدارة مؤسسة «النوّير» غير الربحية، رئيس اللجنة المنظِّمة للمبادرة، الشيخة انتصار سالم العلي، إن «إطلاق المبادرة من الكويت رسالة واضحة، وهي بناء حركة عالمية توحّد جهود الحكومات والشركات والرياضيين والمجتمعات، عبر تحويل شغف كرة القدم إلى أمل وفرص للأطفال عاماً بعد عام، مؤمنين بأن الشعبية العالمية لكرة القدم قادرة على تجاوز الحدود، وتوحيد الثقافات، وبث الأمل في نفوس الأطفال المتأثرين بالأزمات».

رعاة

من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة أجيليتي، الراعية للمبادرة طارق السلطان، إن «أجيليتي تعتز بدعم المبادرة، انطلاقاً من إيمانها بالدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص في دعم المجتمعات، سواء عبر الاستجابة للأزمات الطارئة أو المساهمة في التنمية الاجتماعية للشباب والتعليم والصحة العامة».

بدورها، قالت المدير العام لشركة الحمراء العقارية، الراعية للمبادرة أبرارالحبيب «في الحمراء، نؤمن بأن نجاحنا الحقيقي لا يُقاس فقط بما نحققه من إنجازات عمرانية وتجارية، بل بمدى أثرنا الإيجابي في المجتمع من حولنا، نحن نضع الدعم والتمكين في صميم رسالتنا، ونسعى باستمرار إلى الابتكار وفتح آفاق جديدة تسهم في بناء بيئة متكاملة ومستدامة، يكون فيها الإنسان، وخاصة الأطفال، محور الاهتمام».

وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «كوت» الغذائية وكيل علامة «بيتزا هت» في الكويت، الراعية للمبادرة أمين محمد، «بصفتها شركة كويتية تأسست على قيم العطاء والمسؤولية المجتمعية، تفخر مجموعة كوت الغذائية بدعم المبادرة التي تسعى إلى تحويل شغف كرة القدم إلى أمل للأطفال، وتعكس دور الكويت الإنساني القطاع الخاص في إحداث فرق حقيقي، مؤمنين أن دعم قضية تُسهم في مساندة الأطفال الفلسطينيين، من خلال الرياضة والتضامن ينسجم تماماً مع قيمنا، التي تساهم بدفع عجلة المجتمع نحو الازدهار والتقدم، وتحقيق التنمية البشرية الشاملة».

مقتنيات كروية حصرية

عقب المؤتمر الصحافي، قام المشاركون بجولة إعلامية على المقتنيات الكروية الحصرية التي يحتضنها مركز الحمراء للتسوق، وتشمل مجموعات كروية وقطعاً ممهورة بتوقيع لاعبين ورموز رياضيين، ساهمت سفارات الدول المشاركة بتوفيرها مباشرة من منتخبات وأندية بلدانهم، مع مساهمة كبيرة من منتخبَي البرازيل وإيطاليا، بالإضافة إلى ماركينيوس، كابتن باريس سان جيرمان، واللاعب الإسباني الأسطوري وأسطورة برشلونة أندريس إنييستا، حيث يمكن للمهتمين زيارة مركز الحمراء للتسوق لمعاينة المقتنيات والمشاركة إلكترونياً في المزاد حتى 7 نوفمبر.

32 فريقاً في البطولة

ستقام البطولة الشبابية خلال الفترة يومي 6 و7 نوفمبر المقبل، بمشاركة 32 فريقاً تضم 256 لاعباً ولاعبة، تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عاماً، وينطلق حفل الافتتاح في ستاد جابر المبارك بمنطقة الصليبخات. كما سيقام في محيط الملعب أنشطة عائلية ممتعة ومنطقة تسوّق ترفيهية، والدعوة مفتوحة ومجانية لجميع المواطنين والمقيمين لحضور البطولة وتشجيع اللاعبين الصغار والاستمتاع بالأجواء الكروية المميزة.

السفير الإيطالي: «نحن فريق واحد»...

الرياضة رسالة تضامن ودعم للأطفال الفلسطينيين

أكد سفير الجمهورية الإيطالية لدى البلاد لورينزو موريني أن المبادرة الإنسانية التي تجمع بين كرة القدم والعمل الخيري تمثل نموذجاً حياً لمعاني التعاون والوحدة والتضامن الإنساني، مشدداً على أن الهدف الأسمى منها هو دعم الأطفال الفلسطينيين وإيصال رسالة سلام وأمل من خلال الرياضة.

وقال السفير في كلمته خلال الفعالية «أشكر جميع من شارك وساهم في إنجاح هذا الحدث، وأود التأكيد أن هذه المبادرة لم تكن عملاً فردياً، بل ثمرة جهد جماعي وروح فريق واحد، وهذا هو جوهر الرسالة التي نود أن يتعلمها الأطفال منّا اليوم».

وأضاف أن فكرة المشروع بدأت بفريق صغير عمل على تحويل الفكرة إلى واقع، قائلاً: «بدأ الأمر بفكرة بسيطة ناقشتها مع الزملاء، ثم تحولت إلى مبادرة حقيقية بفضل تعاون الجميع. نريد للأطفال أن يدركوا معنى أن يكونوا فريقاً، ليس فقط مع أصدقائهم، بل أيضاً مع أطفال آخرين يعانون من ظروف صعبة في أماكن بعيدة، ليشعروا أنهم قادرون على المساهمة والدعم».

وأوضح السفير أن هذه المبادرة ترمز إلى قوة الرياضة في بناء الروابط الإنسانية، لافتاً إلى أن كرة القدم، اللعبة التي يحبها الجميع، أصبحت اليوم وسيلة لإيصال رسالة تضامن مع الأطفال الذين لا يستطيعون اللعب أو العيش بأمان بسبب معاناتهم اليومية.

وأشار إلى أن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ولاعبي المنتخبات الوطنية أبدوا حماساً كبيراً لدعم المشروع، قائلاً: «اليوم نرى قمصان المنتخبات من إيطاليا والبرازيل وفرنسا وإسبانيا وغيرها، جميعها تجتمع تحت هدف واحد هو دعم الأطفال لأنهم يمثلون مستقبلنا جميعاً».

سفير فلسطين: المبادرة العظيمة خرجت من بلد الانسانية

وقال السفير الفلسطيني رامي طهبوب، أن «هذه الفكرة جاءت في ذروة الحرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني»، لافتاً إلى أن «هذه المبادرة سيعود كامل ريعها الى أطفال فلسطين».

وقال:«أن الشيخة انتصار سالم العلي من اكثر الداعمين لفلسطين وللقضية الفلسطينية ووجودها كان أمر ضروري، خصوصاً أن هذه المبادرة انطلقت من هذا البلد المعطاء والداعم الاول للقضية الفلسطينية من خلال امرائه المتعاقبين وحكوماته المتعاقبة وللشعب الكويتي العزيز».

وتابع طهبوب «الشيخة انتصار، تبنّت هذه الفكرة وتحمست لها كثيراً من أجل تنفيذها على الارض، ونحن اليوم في اطلاق المؤتمر الصحافي من أجل الاعلان عن هذه المبادرة العظيمة التي تخرج من بلد الانسانية الكويت، هذه الدولة التي يشهد لها العالم كله في وقوفها الى جانب الانسانية والى جانب كل الشعوب التي تحتاج الى المساندة والدعم، وباسم الجالية الفلسطينية في الكويت، أشكر دولة الكويت ووزارة الخارجية على هذا الدعم الكبير والمطلق لهذه المبادرة».

سفير فرنسا: الرياضة تبني الجسور وتعزز التضامن مع أطفال غزة

أشاد السفير الفرنسي أوليفيه غوفان بالمبادرة الإنسانية التي توظف الرياضة لتعزيز قيم السلام والتضامن، مشيراً إلى أن الحدث يجسد روح التعاون بين المؤسسات الدبلوماسية والمجتمع المدني الكويتي لدعم الأطفال في غزة.

وقال السفير في كلمته خلال الفعالية:«أود أن أعبر عن امتناني لكل من ساهم في هذه المبادرة الرائعة، من السفارات المشاركة إلى المؤسسات المحلية والمجتمع المدني في الكويت، وكذلك وزارة الخارجية الكويتية التي قدمت دعماً كبيراً لإنجاح هذا المشروع».

وأضاف أن هذه الفعالية تمثل نموذجاً مصغراً للوحدة التي يمكن أن تجمع بين الشعوب، قائلاً «الفريق الذي نكوّنه اليوم هو رمز جميل للتعاون والتفاهم الذي يمكن أن يسود بين الأطفال، وبين الدول والشعوب، وهو جوهر الرسالة التي نحتفي بها اليوم».

وأكد السفير أن الرياضة وسيلة لبناء الجسور بين الدول وتعزيز الروابط الإنسانية، موضحاً أن هذا الحدث يهدف إلى التعبير عن التضامن مع أطفال غزة ونشر رسالة السلام والأمل للأجيال القادمة.

وتابع قائلاً: «الرياضة تساعدنا على التواصل وتمنحنا فرصة لنُظهر تعاطفنا وتضامننا، واليوم نوجه رسالة دعم إلى الأطفال في غزة، الذين يمثلون الأمل والمستقبل».

سفير إسبانيا: الرياضة لغة تجمع الشعوب

ومبادرتنا تهدف لدعم الأطفال الفلسطينيين

أشاد سفير مملكة إسبانيا لدى البلاد مانويل إرنانديث بالمبادرة الإنسانية التي تجمع بين الرياضة والعمل الخيري، مؤكداً أن الهدف منها هو دعم الأطفال في فلسطين وتعزيز الوعي بدور الرياضة في نشر قيم السلام والتضامن.

وقال السفير في تصريح للصحافيين «تعد هذه المبادرة نموذجاً ملهماً يجمع بين الأكاديميات الرياضية في الكويت والعمل الإنساني، إذ تهدف إلى جمع التبرعات لصالح الأطفال في فلسطين، إلى جانب نشر الوعي بقوة الرياضة في توحيد الشعوب وتعزيز التعليم وبناء السلام».

وأوضح أن فكرة المشروع انبثقت من إحدى السفارات وتم تبنيها وتطويرها بالتعاون مع عدد من المؤسسات الكويتية، مشيراً إلى أن التنسيق العام للمبادرة يتم بالتعاون مع شخصية كويتية فاعلة، الشيخة انتصار السالم، التي تولت الإشراف على المشروع وتنظيم أنشطته.

وأضاف السفير أن الفكرة تقوم على توحيد جهود الأكاديميات الرياضية في الكويت بالتعاون مع السفارات لتنظيم مباريات كرة قدم يشارك فيها الأطفال من الجنسين، إلى جانب إقامة مزاد خيري لبيع مقتنيات رياضية تذكارية قدمتها أندية كرة القدم، بحيث تُخصص جميع العائدات لدعم المشروعات الإنسانية في فلسطين.

سفير البرازيل: فخورون بالمشاركة في مبادرة إنسانية

توظف كرة القدم لخدمة الأطفال الفلسطينيين

أعرب سفير جمهورية البرازيل لدى الكويت لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن سعادته البالغة وامتنانه للمشاركة في المبادرة الإنسانية المخصصة لدعم الأطفال الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه المبادرة تعكس القيم الإنسانية النبيلة التي توحد الشعوب عبر الرياضة.

وقال السفير في تصريح لـلصحفيين خلال الفعالية: «أشعر بسعادة كبيرة وفخر للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية الجديرة بالتقدير، التي تهدف إلى تقديم الدعم والمساندة للأطفال الفلسطينيين. وكما نعلم جميعًا، فإن كرة القدم تُعد الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولها القدرة على جمع الناس من خلفيات وثقافات مختلفة، فهي رياضة توحد الشعوب وتنشر رسالة السلام».

وأضاف أن هذه المشاركة تمثل مثالًا واضحًا على قوة كرة القدم في خدمة القضايا الإنسانية، موضحًا أن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم قدم قميصين موقعين من لاعبي المنتخبين الوطنيين للرجال والسيدات، عبر وزارة الخارجية البرازيلية، ليتم طرحهما في مزاد خيري يخصص ريعه لصالح هذا المشروع الإنساني.