أكّدت سفيرة الجمهورية التركية لدى البلاد طوبى نور سونمز أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الكويت، غدا الثلاثاء، تُمثّل محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرصة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية وفتح آفاق تعاون جديدة في مختلف المجالات.

وقالت السفيرة سونمز، في تصريح صحافي، إن الزيارة تأتي استكمالاً للزخم الذي تحقّق خلال زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى أنقرة العام الماضي، والتي وُقّعت خلالها ست اتفاقيات في مجالات الدفاع والتجارة والثقافة والاستثمار، وأسّست لمرحلة جديدة من التعاون الإستراتيجي بين البلدين.

وأكّدت أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الكويت «ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، وتُعزّز الشراكة الإستراتيجية القائمة بين بلدينا، بما يخدم مصالح الشعبين ويواكب تطلّعات قيادتيهما».

وأضافت أن من المقرر أن تشهد الزيارة المرتقبة توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات الجديدة في مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والاستثمار والنقل والتجارة، بما يُعزّز الإطار القانوني للتعاون الثنائي ويرفع حجم التبادل التجاري الذي بلغ نحو 720 مليون دولار حتى العام 2024، مؤكدة أن البلدين يمتلكان إمكانات كبيرة لمضاعفة هذا الرقم في المستقبل القريب.

وأشارت إلى أن تركيا تعتبر الكويت أحد أكثر شركائها موثوقية في منطقة الخليج، موضحة أن العلاقات الثنائية «تقوم على القيم والمصالح المشتركة، والإرادة السياسية القوية على مستوى القيادتين، إلى جانب روابط الأخوّة التاريخية بين الشعبين».

وأوضحت السفيرة سونمز أن العلاقات الاقتصادية تشهد تطوراً ملموساً، إذ تستثمر أكثر من 400 شركة كويتية في تركيا، بينما تنشط نحو 50 شركة تركية في السوق الكويتي، لاسيما في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل مبنى الركاب رقم 2 في مطار الكويت الدولي. ووصفت هذه الشراكات بأنها «نموذج يُحتذى به في التعاون الإقليمي».

وفي السياق نفسه، أشارت إلى أن منتدى الأعمال التركي – الكويتي الذي عُقد في نوفمبر 2024 بمشاركة 50 شركة من الجانبين «أسفر عن نتائج إيجابية»، مضيفة أن المنتدى سيُعقد مجدداً هذا العام، إلى جانب انعقاد الدورة الـ11 للجنة الاقتصادية المشتركة في تركيا العام المقبل.

أما في الجانب الثقافي، فقد كشفت السفيرة عن تطلع بلادها إلى افتتاح مركز «يونس إمره الثقافي» في الكويت قريباً، ليكون منصة لتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين، مشيرة إلى أن «الاهتمام المتزايد في الكويت بتعلم اللغة التركية ومتابعة المسلسلات والأفلام التركية يعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين».

وفي ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، شدّدت السفيرة سونمز على أن الكويت وتركيا تتقاسمان رؤية مشتركة تجاه ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وقالت إن الكويت تُؤدّي دوراً محورياً في استقرار المنطقة، «ونحن نثمّن ذلك ونولي أهمية كبيرة للتشاور والتعاون معها، خصوصاً في ظلّ التطورات الأخيرة في فلسطين وسوريا».