لم يعد منفذ «USB-C» في هواتف «أندرويد» الحديثة مجرد وسيلة لوصل الهاتف، بل أصبح عصب تقنية الشحن السريع التي تَعِد بمضاعفة كفاءة الطاقة وعمر البطارية.

وتؤكد تقارير تقنية أن الاستفادة القصوى من هذا المنفذ تتطلب فهماً لطبيعة عمله ومميزاته الجوهرية، لاسيما عند استخدامه مع شواحن الحائط التي تتفوق بفعالية كبيرة على منافذ «USB» في الحواسيب التقليدية. فالتحول إلى هذا المعيار الحديث لم يكن مجرد تغيير في شكل الموصل، بل كان ثورة في طريقة نقل الطاقة والبيانات، حيث تم تصميم «USB-C» لتحمل تيارات كهربائية أعلى بكثير، ما يجعله شريكاً مثالياً لتقنيات الشحن السريع المتطورة تماماً.

وتتميز شواحن «USB-C» بقدرتها على تقديم شحن أسرع بكثير من منافذ «USB-A» القديمة، وذلك بفضل دعمها لبروتوكولات متقدمة مثل بروتوكول «PD» الذي يمكنه توفير طاقة تصل إلى 100 واط. وتُعد ميزة «PD» هي المعيار الذهبي للشحن الفعال، لأنها تتيح للجهاز والشاحن التفاوض على أفضل جهد وتيار مناسبين، ما يضمن أقصى سرعة دون التضحية بالسلامة.

وتتراوح مخرجات الطاقة الشائعة بين 15 واط و25 واط وأكثر، ما يتيح شحن الهاتف بنسبة 50 في المئة خلال فترة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة فقط. في المقابل، توفر منافذ «USB» في الحواسيب (خصوصاً القديمة منها) تياراً محدوداً جداً لا يتجاوز 0.5 أمبير، ما يجعلها بطيئة جداً وتستغرق ساعات عدة لشحن الهاتف بالكامل، بينما يستطيع محول الحائط المخصص توفير التيار الكامل لعمل الشاحن بأقصى طاقته المقدرة.

وتشدد التوصيات التقنية على أهمية استخدام كابلات وشواحن معتمدة وعالية الجودة للاستفادة الكاملة من هذه التقنية، حيث إن الكابلات الرديئة قد لا تدعم معدلات الطاقة العالية المطلوبة، وتشكل خطراً أمنياً أو تؤدي إلى شحن بطيء بشكل محبط جداً. ويشير الخبراء إلى أن الهواتف الحديثة المزودة بنظام «أندرويد» باتت تتضمن أنظمة متقدمة لإدارة البطارية، مثل ميزات «الشحن التكيفي» التي تتعلم روتين المستخدم لضبط سرعة الشحن، ما يقلل من الضغط الحراري على البطارية.

أما لضمان إطالة العمر الافتراضي لبطارية الهاتف، فينصح الخبراء بتجنّب ترك الهاتف موصولاً بالشاحن طوال الليل بشكل متكرر، وتجنّب بقاء مستوى الشحن عند 100 في المئة لفترة طويلة. فالاستمرار في الشحن والوصول إلى الامتلاء الكامل قد يرفع حرارة البطارية والشاحن، والحرارة عامل مضر جداً بصحة البطارية. ولهذا، يُفضل دوماً إبقاء مستوى الشحن اليومي في نطاق مثالي يتراوح بين 20 في المئة و80 في المئة، مع التأكيد على أنه لا ضرر من الوصول إلى نسبة 100 في المئة من حين لآخر لتلبية الاحتياجات اليومية تماماً.