كشف بحث علمي حديث أجراه ونشره علماء أميركيون في مجال علم النبات والجيولوجيا ظاهرة استثنائية ترتبط بوجود الذهب بكميات يُعتد بها في بعض أنواع الأشجار، حيث رصدوا عملياً قدرتها على امتصاص جزيئات الذهب من التربة ونقلها إلى أجزاء مختلفة من النبات، خصوصاً الأغصان، حيث يتراكم بشكل لافت ويمكن حصده.
وإذ رصد العلماء هذه الظاهرة للمرة الأولى في بعض غابات أستراليا وأفريقيا التي تشتهر تربتها بثرواتها المعدنية، فإنهم أوضحوا أن هذه الظاهرة تحصل بفضل عمليات بيو-كيميائية معقدة تحدث في جذور الأشجار، حيث يتم امتصاص جزيئات الذهب المذابة في المياه الجوفية ثم تنتقل تلك الجزيئات عبر القنوات النباتية إلى الأغصان والأوراق.
وتشير النتائج إلى إمكانية استغلال هذه الخاصية في تطوير تقنيات جديدة قابلة للاستدامة لاستخلاص الذهب بطرق صديقة للبيئة، بعيداً عن عمليات التعدين التقليدية الضارة. وإذا تم تطوير طرق الزراعة المعنقدة (Phytomining)، فسيمكن تحويل الأشجار إلى مناجم حية تستخرج منها المعادن الثمينة من دون تدمير البيئة.
وأكد الباحث الرئيسي توماس غرين أن هذه الدراسة تمثل نقلة نوعية في علوم البيئة والتعدين، قائلاً: «الطبيعة تقدم حلولاً غير متوقعة للتحديات التي نواجهها، وقد تكون الأشجار المفتاح للاستفادة من الموارد المعدنية بطريقة مستدامة».
وتعزّز هذه القدرة النباتية الطبيعية على امتصاص المعادن فكرة التكامل بين علوم الحياة والعلوم الأرضية، كما أنها تفتح آفاقاً جديدة للبحث والابتكار في مجالات الزراعة والصناعة والتعدين البيئي.