تتزايد الدراسات البحثية التي تؤكد نتائجها الفوائد الغذائية الكامنة في حبوب الحلبة، خصوصاً في تقليل مستويات الكوليسترول الضار وتنظيم معدلات السكر في الدم، وهذا يجعلها خياراً طبيعياً وآمناً لدعم صحة القلب والوقاية من السكري.
وتُستخدم الحلبة منذ قرون في الطب الشعبي لخصائصها العلاجية المتعددة، ويكشف البحث العلمي الحديث عن آليات تأثيرها، إذ أثبت أنها تحتوي أليافاً قابلة للذوبان تُبطئ من امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء، ما يسهم في تقليل ارتفاع السكر بعد تناول الوجبات. وإضافة إلى ذلك، فإنها تحتوي على مركبات تُعرف بالصابونين وتساعد على تقليل امتصاص الكوليسترول من الجهاز الهضمي وتعزز إطلاقه عبر الجسم، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستويات الدهون الضارة.
وأظهرت دراسات أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني تحسناً ملحوظاً في التحكم في سكر الدم بفضل تناول الحلبة بكميات يومية معتدلة، كما لوحظ انخفاض في مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهذا من شأنه أن يخفف من خطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالدهون المرتفعة.
ويمكن استخدام الحلبة بإضافتها إلى النظام الغذائي عن طريق نقع البذور حتى تتبرعم أو طحنها أو تناولها كمكمل غذائي حسب التوجيه الطبي. لكن في كل الأحوال ينصح بعدم الإفراط لتجنّب أي أعراض معوية مثل الغازات أو الانتفاخ.
وتنبّه جميع الدراسات إلى أن الحلبة ليست بديلاً للعلاجات الطبية التقليدية، بل تضيف قيمة علاجية ووقائية معززة عند استخدامها كجزء من نظام شامل يشمل الغذاء الصحي والنشاط البدني.