في تطور مثير من شأنه أن يطلق ثورة علاجية غير مسبوقة، اكتشف علماء وباحثون إسبان مصدر طاقة خفياً يغذي الخلايا السرطانية، وهو المصدر الذي إذا تم قطعه، فسيؤدي ذلك إلى قتل تلك الخلايا الخبيثة.

وأوضح العلماء أنهم اكتشفوا استجابة فورية غنية بالطاقة تُبديها الخلايا السرطانية عند الضغط عليها مادياً، وهو الاكتشاف الذي يمنح أول مثال لآلية دفاعية تُساعد الخلايا على إصلاح تلف الحمض النووي والبقاء على قيد الحياة في البيئات المزدحمة لجسم الإنسان.

ونشر باحثون من مركز تنظيم الجينوم في برشلونة دراسة في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» توضح كيف تتسابق الميتوكوندريا في الخلايا السرطانية إلى سطح النواة وتضخ كمية إضافية من مادة الـ ATP، وهي مصدر الطاقة الجزيئية للخلايا السرطانية، في غضون ثوان من الضغط عليها.

واستخدم الباحثون مجهراً مُتخصصاً يمكنه ضغط الخلايا الحية إلى 3 ميكرونات فقط، أي نحو واحد على ثلاثين من قُطر شعرة الإنسان.

ولاحظوا أن الميتوكوندريا شكَّلت هالة ضيقة جداً لدرجة أن النواة انغمست إلى الداخل، في ظاهرة أطلقوا عليها «NAMs» للميتوكوندريا المُرتبطة بالنواة.

وقالت الدكتورة سارا سديلسي، المُؤلفة المُشاركة للدراسة: «إن هذه الآلية تُجبرنا على إعادة التفكير في دور الميتوكوندريا في جسم الإنسان. إنها ليست هذه البطاريات الثابتة التي تُزوِّد خلايانا بالطاقة، ولكنها أشبه بالمُستجيبين الأوائل الذين يُمكن استدعاؤهم في حالات الطوارئ».

وارتفعت إشارة مادة ATP بنحو 60 في المئة خلال ثلاث ثوان من عَصر الخلايا.

وأظهرت التجارب اللاحقة أن الخلايا المعصورة التي تلقَّت دفعة إضافية من مادة ATP أصلحت الحمض النووي التالف في غُضون ساعات، بينما توقفت الخلايا التي لم تحصل على هذه الدفعة بشكل صحيح. ولتأكيد الصلة بالمرض، فحص الباحثون خزعات من أورام الثدي لدى 17 مريضة. وظهرت هالات «NAMs» في 5.4 في المئة من النوى في جبهات الورم.