أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية توزيعها 40 ألف نسخة من بطاقة «أولوية» منذ تدشينها على كبار السن، وذلك من خلال إدارة رعاية المسنين، بهدف تسهيل حصولهم على الخدمات الحكومية والخاصة.

جاء ذلك خلال احتفالية «الشؤون» بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة وحضور كبار المسؤولين من وزارات الشؤون والتنمية الاجتماعية بدول الخليج وممثلي الأمانة العامة لمجلس التعاون وصندوق الأمم المتحدة للسكان ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).

وجدّدت الحويلة التزام الوزارة بمواصلة جهودها من أجل تطوير خدمات الرعاية وتوسيع الشراكات، واعتماد مبادرات مبتكرة تواكب مسارات التنمية المستدامة في رعاية كبار السن، مؤكدة أن الوزارة ماضية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتحسين جودة حياة المسنين مع رؤية الكويت 2035، والتكامل مع الإستراتيجية العربية لكبار السن، وتعزيز التوجهات المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضحت الحويلة أن الاحتفالية تهدف إلى تطوير المؤشر الخليجي لجودة حياة كبار السن وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتطوير السياسات الاجتماعية.

وقالت «نجدّد العهد والالتزام بضرورة الوفاء بحقوقهم، والاعتراف بفضلهم وتقدير عطائهم، فالكويت لم تدّخر جهداً في تعزيز مكانة كبار السن، سواء من خلال القوانين والتشريعات التي تكفل لهم الحماية والكرامة، أو البرامج والخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع شركائها من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للاحتفاء بقدرهم ومكانتهم».

وذكرت أن رعاية المسنين ليست مسؤولية حكومية فحسب بل واجب وطني ومجتمعي لرد الجميل لجيل أفنى عمره في خدمة الوطن والأسرة، موضحة أنهم «بركة البيوت وتاريخ الأوطان، ومن واجب الجميع أن يوفر لهم رعاية شاملة تضمن لهم حياة صحية آمنة وكرامة مصونة ومشاركة مجتمعية فاعلة».

بدوره، أكد مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس دول التعاون الخليجي محمد العبيدلي، الحاجة إلى مضاعفة الجهود لضمان حياة كريمة وآمنة لكبار السن، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون أولت عناية راسخة بهم.

وأضاف العبيدلي أن الاجتماع الوزاري الأخير في دولة الكويت شكّل محطة مهمة، واعتمد تطوير مؤشر خليجي موحّد لرعايتهم والاهتمام بهم.

من ناحيته، أكد وكيل وزارة الشؤون الدكتور خالد العجمي أن الوزارة تقدم عبر إدارة رعاية المسنين العديد من الخدمات المتطورة الموجهة لهذه الفئة، وفي مقدمتها «بطاقة أولوية» التي جرى توزيع أكثر من 40 ألف نسخة منها على كبار السن في الكويت، مبيناً أن الهدف من هذه البطاقة هو تسهيل حصولهم على الخدمات الحكومية والخاصة.

وفي السياق نفسه، قال مدير ادارة رعاية المسنين عبدالرحمن العنزي إن الإدارة تعمل على ترجمة هذه المسؤولية إلى برامج وخدمات ملموسة تضمن لهم حياة كريمة وصحية وآمنة، بما يتناسب مع تطلعاتهم واحتياجاتهم

وأشار إلى أن حياة كبار السن تتطلب منظومة متكاملة من الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، ضمن خدمات متكاملة ورعاية شاملة تصون كرامتهم وتلبي احتياجاتهم، لافتا إلى أن الإدارة عملت على تطوير الخدمات المقدمة لهذه الفِئَة العزيزة، سواءً من خِلال خَدَمات الرعاية الإيوائية، أو الرعاية النهارية، أو الخدمة المنزلية المتنقلة، أو عبر البرامج المجتمعية التي تستهدف دمج كبار السن في المجتمع.

وبيّن أن الإدارة أطلقت العديد من الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتوسيع مظلة الخَدَمات وتلبية الاحتياجات المتزايدة، موضحاً أن دمجهم في المجتمع لا يمنحهم فقط حياة أفضل، بل يُثري مجتمعاتنا بخبرتهم وعطائهم المتجدد.

خدمات نوعية احترافية

أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور خالد العجمي، في تصريح صحافي على هامش الملتقى، أن الوزارة تعمل جاهدة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تقديم خدمات متكاملة للفئات الخاصة، إلى جانب دعم «إخواننا وآبائنا وأمهاتنا من كبار السن».

وأشار العجمي إلى أن الوزارة أطلقت خلال السنوات الأخيرة خدمات نوعية يتم تقديمها بشكل احترافي واستثنائي، تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، وبطاقات الأولوية، بالإضافة إلى تخصيص مواقف سيارات لكبار السن في جميع المجمعات والأسواق والأماكن العامة، وفق ما نص عليه القانون.

وبشأن مخالفات استغلال مواقف سيارات كبار السن، أكد العجمي أن تطبيق القانون يتم بشكل فوري وبالتعاون مع وزارة الداخلية، التي تقوم بدورها الكبير في هذا الجانب.

5 نوفمبر... إطلاق منصة مستقبل الشيخوخة

أشار العبيدلي إلى الفعالية المشتركة بين المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون ومنظمة الأمم المتحدة، بعنوان «إطلاق منصة مستقبل الشيخوخة»، والتي ستُعقد في الدوحة يوم 5 نوفمبر 2025، ضمن فعاليات القمة العالمية للتنمية الاجتماعية، بمشاركة دولة الكويت وعدد من الشركاء الدوليين، بهدف تعزيز التعاون وتطوير سياسات مبتكرة تعزّز رفاه كبار السن وجودة حياتهم.

العتيبي: كبار السن صفحة مشرقة من تاريخ الكويت

أكد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، والرئيس التنفيذي لـ«نماء» الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد العتيبي، أن رعاية «نماء» الخيرية للملتقى الخليجي لجودة حياة كبار السن تنبع من إيمانها العميق بأهمية هذه الفئة الكريمة التي أفنت أعمارها في خدمة أوطانها وأجيالها، لتبقى اليوم محل تقدير ووفاء من المجتمع بكل مكوناته.

وقال إن كبار السن يمثلون صفحة مشرقة من تاريخ الكويت، وذاكرة حيّة تختزن القِيَم والتجارب، ومن الواجب أن تظل لهم المكانة التي تليق بهم، وأن يحاطوا بالرعاية والاهتمام، وفاءً لعطائهم، وتجسيداً لروح التكافل الاجتماعي التي جُبل عليها أهل الكويت، والتي جعلت من العمل الخيري سمة أصيلة في حياتهم اليومية.