تتبلور حالياً ملامح إجماع عالمي واسع النطاق بين خبراء بارزون في مجال الاجتماع حول أن نجم منصة التواصل الاجتماعي «X» (تويتر سابقاً) يواصل انحساره وأفوله التدريجي بشكل ملحوظ وواضح وفقدانه لمكانته العالمية كـ«مركز احترافي» للنقاشات الجادّة والمحتوى المهني العالي الجودة وتبادل الخبرات، بينما يواصل تطبيق «بلو سكاي» تقدمه ليحتل الأرض التي يخسرها «X».
وأشار الخبراء إلى أن هذا الأفول التدريجي يُعزى بشكل أساسي إلى التغييرات التي طرأت على خوارزميات «X» على نحو سرَّع من وتيرة انتشار الضوضاء والمحتوى غير الموثوق به، وهذا أدى بدوره إلى هجرة كثير من المغردين المتخصصين والمهنيين إلى منصات بديلة.
وإذ أجرى هذا التقييم علماء اجتماع وأكاديميون في جامعات غربية مرموقة، فإنهم درسوا ديناميكيات التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، ولاحظوا أن المتخصصين والصحافيين والخبراء هم من يقودون حالياً عملية الانتقال إلى منصات بديلة مثل «بلو سكاي»، بحثاً عن بيئة أكثر هدوءاً وتنظيماً لتبادل الأفكار المهنية بعيداً عن الجدل السياسي.
ولوحظ أن منصة «بلو سكاي» تواصل صعودها بسرعة لتملأ الفراغ الذي تتركه منصة «X»، وذلك من خلال توفير بيئة منظمة وخوارزميات أقل تلاعباً، بما يتيح مساحة أفضل للتواصل المهني والعلمي القائم على شبكات الثقة ويعزِّز من تبادل الأفكار المعقدة بعيداً عن «الضجيج» الرقمي. وهذا الأمر يشجّع المستخدمين المهنيين تحديداً على الانتقال إليها والبدء في بناء مجتمعات احترافية جديدة وفاعلة عليها.
ورأى العلماء أن هذا التحوُّل يُعتبر بمثابة تصويت عملي ضدَّ التغيُّرات التي طرأت على منصة «إكس» بعد استحواذ الملياردير ورجل الأعمال إيلون ماسك عليها وتحويلها إلى منصة ذات سياسات أكثر مرونة من وجهة نظره.
وقد لوحظ أن منصة «بلو سكاي» تحقق منذ فترة نمواً وانتشاراً متزايدين بين أوساط المغردين المهاجرين من منصة «X»، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا يفرض تحدياً كبيراً على هذه الأخيرة لاستعادة بريقها الذي باتت تخسره يوماً بعد يوم.