في تطور يُثير مخاوف عميقةً وخطيرةً بشأن أمن المعلومات والخصوصية المؤسسية حول العالم، كشفت دراسة استقصائية عن أن تطبيق الذكاء الاصطناعي «مايكروسوفت كوبايلوت» لديه إمكانية الوصول إلى ما يصل إلى ثلاثة ملايين سجل من البيانات الحساسة لكل مؤسسة يُستخدَم فيها، وتشتمل هذه السجلات على وثائق سرية للغاية وملفات عملاء حساسةً وخطط إستراتيجية مُهمَّة.

هذه الدراسة الموسعة أجرتها شركات أمن سيبراني مستقلة بالتعاون مع خبراء في مجال حماية البيانات حول العالم، وذلك على خلفية القلق المتزايد من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل.

وحذرت الدراسة رؤساء الشركات والمؤسسات المالية والصناعية العملاقة من المخاطر الكامنة في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعمل بتراخيص وصول واسعة وغير مُقيّدة في بيئات العمل الحساسة.

ووفقاً للدراسة، تكمن المشكلة في التراخيص الافتراضية المتساهلة التي يتم منحها داخل نظام «مايكروسوفت 365»، وهي التراخيص التي تسمح لتطبيق الذكاء الاصطناعي بالاطلاع على كل ما يمكن للموظف الوصول إليه، بما في ذلك الملفات القديمة والمنسية.

وهذا من شأنه أن يعني أن التطبيق يمكنه الاطلاع ومشاركة معلومات سرية وغير مصرح بها بشكل غير مقصود إذا طُلِب منه تلخيص وثائق معينة، وهو الأمر الذي يرفع من مخاطر تسريب البيانات المؤسسية.

وإذ حثت الدراسة المؤسسات حول العالم على إعادة النظر فوراً في سياسات الوصول والتحكُّم في أذونات الملفات قبل تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، فإن هذا الأمر يُعتبر تحدياً كبيراً يفرض نفسه على الشركات حالياً في ظل اعتمادها بشكل متزايد على تطبيق «كوبايلوت»، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة وعاجلة مطلقاً على المستوى الأمني لمنع الكوارث السيبرانية المحتملة.