كشفت أبحاث يابانية رائدة في مجال الفيزياء البيولوجية عن أن جميع الكائنات الحية -من البشر إلى أصغر الكائنات الدقيقة- تشع تلقائياً كميات ضئيلة من الفوتونات بسبب التفاعلات الكيميائية داخل خلاياها، وذلك في ظاهرة معقدة أطلق عليها العلماء اسم «الضوء البيولوجي الخافت».

وعلى عكس الوميض البيولوجي الواضح في الكائنات مثل حيوان الحبار البحري على سبيل المثال، فإن هذا الوميض الذي اكتشفه الباحثون أضعف بحوالي مليار مرة من قدرة حساسية العين المجردة على إدراك الضوء.

وإذ طور علماء في «معهد توهوكو للتقنية» في اليابان كاميرات «فوتونية» فائقة الحساسية قادرة على التقاط هذه الإشعاعات الضوئية الضئيلة، فإنهم اكتشفوا أن شدة هذا الوميض تتغير بشكل ديناميكي مع الحالة الفسيولوجية للكائن؛ فهي تبلغ ذروتها أثناء فترات النشاط الأيضي المكثف، مثل عملية انقسام الخلايا، بينما تضعف بشكل ملحوظ عند الإصابة بالأمراض أو مع التقدم في السن.

ويبشر هذا الاكتشاف بثورة في مجال التشخيص الطبي غير الجراحي. ففي المستقبل القريب، قد يتمكن الأطباء من استخدام «بصمة الوميض البيولوجي» هذه للكشف المبكر عن أمراض مثل السرطان و«ألزهايمر»، أو مراقبة استجابة الجسم للعلاجات المختلفة في الوقت الفعلي. كما يفتح هذا الاكتشاف الباب لفهم أعمق لطبيعة الحياة ذاتها على المستوى الكمومي.