أعلن وزير شؤون الديوان الأميري، الشيخ حمد جابر العلي الصباح، عن أن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة، لحضور القمة الروسية – العربية الأولى في 15 أكتوبر المقبل، تُشكّل فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين، ولبحث سُبل تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية وبحث آخر المستجدات.

جاء ذلك خلال حضور الشيخ حمد جابر العلي الصباح، أمسية «أوركسترا موسكو السيمفوني»، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان «مواسم موسكو في الكويت»، على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أول من أمس السبت، بحضور وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ووكيل وزارة الدفاع الشيخ عبدالله المشعل، وسفير روسيا لدى البلاد فلاديمير جيلتوف.

ورحّب وزير شؤون الديوان الأميري بالفرقة الأوركسترالية الروسية، مؤكداً أن استضافة مثل هذه الفعاليات تمثل جسراً حضارياً يُتيح للجمهور الكويتي الاطلاع على الثقافة الروسية وفنونها، ويعكس حرص الكويت على تعزيز التبادل الثقافي مع مختلف شعوب العالم.

وأشار إلى عمق العلاقات الكويتية – الروسية التي تعود لأكثر من مئة عام، منذ زيارة أول بعثة روسية إلى الكويت عام 1901، مؤكداً أن البلدين يوليان اهتماماً خاصاً بتنمية هذه الروابط التاريخية، وتوسيع مجالات التعاون، بما يخدم مصالحهما المشتركة.

تعزيز التعاون

من جانبه، شدّد الوزير المطيري، على أنه انطلاقاً من التوجيهات السامية لصاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، تعمل الكويت على تعزيز التعاون الثقافي والسياحي مع روسيا، مؤكداً أن مثل هذه الأمسيات تمثل جسراً للتقارب والتواصل بين شعبينا الصديقين وتعزّز الحوار الثقافي القائم على الاحترام المتبادل والتقدير لقيم الفن والإبداع.

وأضاف المطيري في كلمته خلال الحفل، أن تنظيم هذه الفعالية يأتي في إطار سلسلة من البرامج والمبادرات المشتركة، التي كان آخرها إقامة الأسبوع الثقافي الكويتي في العاصمة موسكو قبل مدة وجيزة، والذي لاقى تفاعلاً واسعاً وأسهم في تعريف الجمهور الروسي بالثقافة الكويتية الغنية والمتنوعة.

وأضاف المطيري: «اليوم نحتفي بهذه الأمسية التي تُعد نافذة جديدة للجمهور الكويتي للاطلاع على إبداعات الموسيقى الروسية الأصيلة، بما يرسّخ مكانة الكويت كحاضنة للفنون العالمية ومنصة للتبادل الثقافي الدولي».

وأكد أن استمرار هذه المبادرات سيعمّق من روابط الصداقة بين بلدينا، ويمهد لمزيد من التعاون في مجالات الثقافة والفنون والسياحة، بما يخدم المصالح المشتركة ويثري المشهد الثقافي والإنساني على كل المستويات.

وتوجّه المطيري بخالص الشكر والتقدير لعمدة موسكو وحكومة موسكو على تعزيز التبادل الثقافي من خلال هذه المبادرات الكبرى بين البلدين الصديقين، وللقائمين على الحفل من الديوان الأميري، ولكل مَنْ ساهم في الإعداد والتنظيم لهذه الأمسية مجدداً تطلعه إلى المزيد من الفعاليات التي تعزّز مكانة الكويت وروسيا الاتحادية الصديقة شريكين فاعلين في نشر الثقافة وبناء جسور التواصل بين الشعوب.

تراث عريق

بدوره، أعرب السفير جيلتوف عن سعادته بإقامة الأمسية الموسيقية الكلاسيكية في الكويت، مبينا أنها تعكس التراث العريق للموسيقى الروسية.

وأوضح جيلتوف أن الأمسية يقدمها أمهر الموسيقيين من موسكو، عبر أداء متميز لأوركسترا موسكو السيمفونية، مؤكدا أن هذه الأوركسترا تُعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الروسية.

وأضاف أن إقامة هذا الحفل في الكويت تهدف إلى إطلاع الجمهور الكويتي على جوانب من الثقافة الروسية داعيا أهل الكويت إلى زيارة موسكو للتعرّف عن قُرب على ما تزخر به من فنون ومعالم ثقافية مؤكدا تميز العلاقات الروسية - الكويتية وتقدمها المستمر على مختلف المستويات.

بولات نورموخانوف: الكويت... تاريخها عريق وقلبها معطاء

عبّر نائب رئيس لجنة سياحة مدينة موسكو بولات نورموخانوف، عن سعادته بانطلاق مهرجان «مواسم موسكو» لأول مرة في الشرق الأوسط من الكويت، التي وصفها بـ «البلد ذي التاريخ العريق والقلب المعطاء».

وأكد نورموخانوف أن الحفل الموسيقي الذي يتزامن مع اليوم العالمي للسياحة «ليس مجرد عرض فني بل رسالة صداقة تربط موسكو بالكويت».

وقال: «إن هذا المهرجان الذي يُقام بتوجيه من عمدة موسكو يمثل نافذة جديدة للتبادل الثقافي والحوار العالمي، ويؤكد التزامنا المشترك بتعزيز التعاون بين بلدينا».

وتوجه بالشكر إلى السفير جيلتوف على جهوده في تنظيم المهرجان، وإلى وزارتي الخارجية والإعلام الكويتيتين على دعمهما الكبير لإنجاح الفعالية.

وأوضح أن «موسكو ليست مجرد مدينة، بل وجهة عالمية كبرى يقصدها ملايين السياح سنوياً، بينهم الآلاف من دول الخليج والكويت على وجه الخصوص»، مشيراً إلى أن العاصمة الروسية استقبلت أكثر من 16 مليون زائر العام الماضي.

ودعا في ختام الحفل، الجمهور الكويتي إلى زيارة الموقع الإلكتروني (اكتشف موسكو)، للتعرّف أكثر على ما تقدمه المدينة من فرص سياحية وثقافية فريدة.

باليه مُستلهم من «ألف ليلة وليلة»

قاد حفل أوركسترا موسكو السيمفوني، المايسترو الشهير إيفان رودين، وقدّم مقتطفات من موسيقى باليه «طائر النار»، لسترافينسكي، ومن موسيقى باليه «كسارة البندق»، لتشايكوفسكي، والمتتالية السيمفونية «شهرزاد»، لريمسكي- كورساكوف، المستلهمة من الحكايات العربية في «ألف ليلة وليلة»، وقد حلّق معها الجمهور عالياً، وذلك بعد افتتاح الحفل بعزف النشيدين الوطنيين للكويت وروسيا.

طقس الشاي الموسكوفي

استمتع الضيوف، قبل الحفل وفي فترة الاستراحة، بطقس «شاي موسكو» مع حلويات تقليدية موسكوفية، كما استمتعوا بأخذ لقطات في منطقة تصوير فريدة بأزياء تاريخية من «مهرجان قصور موسكو» السنوي، الذي يعرض قصور المدينة التاريخية.

موسم موسكو في الكويت

جاء الحفل ضمن مهرجان «موسم موسكو في الكويت» المقام بتنظيم من لجنة السياحة في مدينة موسكو، وبدعم من سفارة الاتحاد الروسي لدى الكويت، لتعريف الجمهور بسحر وتنوع ثقافة العاصمة الروسية، وأقيمت فعاليات المهرجان من 25 حتى 27 الجاري في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومجمع الأفينوز، واطلع الزوار على جانب من تقاليد موسكو وأنشطتها الثقافية.