على مدار ليلتين متتاليتين (25 و26 سبتمبر)، عاش جمهور الكويت حالة استثنائية من الطرب والحنين مع عودة «أمير الطرب» وصوت الإحساس الفنان عبدالمجيد عبدالله إلى خشبة المسرح بعد غياب عن إحياء الحفلات دام ثمانية أشهر، من خلال حفلين كبيرين أقيما على مسرح «الأرينا 360 مول». والأمسيتان جاءتا بتنظيم وإنتاج من شركة «إيفنتكوم»، وبإشراف فني من مجموعة «روتانا» للموسيقى، وتقديم الإعلامي علي نجم، حيث امتدت كل ليلة منهما على مدى ثلاث ساعات كاملة.
«رسالة حب»
«الراي» تواجدت في الليلة الأولى التي قدّم فيها عبدالمجيد قرابة 20 أغنية متنوعة من القديم والجديد، حيث افتتحها بقيادة المايسترو وليد فايد عبر أغنية «كيف أسيبك»، ليُطل بعدها بكلمة وجدانية قال فيها: «جمهوري الحلو الحبيب، جمهور الكويت وضيوف الكويت يا أهلاً وسهلاً... سعيد برجوعي للحفلات بعد انقطاع لمدة ثمانية أشهر، وسعيد أن البداية من الكويت».
وفي لمسة وفاء، ذكّر ضيوفه قائلاً: «معانا اليوم، أستاذي ومعلمي الذي عرّفني عليكم وهو الفنان خالد الشيخ، وكذلك حاضر معانا الملحن أنور عبدالله، جاري سابقاً»، ليؤكد بذلك عمق العلاقات الإنسانية والفنية التي رافقت مسيرته.
«الجمهور... شريك»
تميّزت الأمسية بمشاركة الجمهور في اختيار الأغاني، إذ لبّى «بوعبدالله» طلباتهم، فغنّى على سبيل الذكر أغنيتي «روحي تحبك» و«تتنفسك دنياي»، إلى جانب «قبل أعرفك» و«عايش سعيد». وقبل أن يقدّم «إنسان أكثر»، خاطب الحضور قائلاً: «عيشوا حياتكم... ما في تصوير»، في دعوة صريحة للاستمتاع باللحظة.
كما قدّم باقة من الألوان الموسيقية المتنوعة، منها الإيقاع النقازي في «فزي له»، والطابع الجنوبي في أغنية «هلا بش»، قبل أن يتوقف لاستراحة قصيرة دامت عشرين دقيقة.
«تفاعل كبير»
مع بداية الفصل الثاني، عاد عبدالمجيد ليشعل المسرح عبر أغنية «يا بعدهم كلهم»، التي ألهبت الأجواء منذ اللحظات الأولى، ليكمل في هذا الدرب مع أغنية «أبا أعيش» و«الله بالأمانة»، إضافة إلى أغنية «غلطة».
وفي واحدة من أبرز لحظات الحفل، أمسك «بوعبدالله» بالعود ليقدّم رائعته «أنتحل شخصيتك» بصوت وإحساس صادق، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي ردّد كلماتها معه مطولاً.
«دويتو تاريخي»
وجاءت اللحظة الذهبية عندما صعد الفنان البحريني خالد الشيخ لمشاركته غناء «دويتو» بعنوان «يا طائر الأشجان»، الأغنية التي وُلدت قبل أربعين عاماً، لتعود في هذه الليلة بروح جديدة، وسط تصفيق طويل وهتاف متواصل من الجمهور.
حيث حرص خالد الشيخ قبل الغناء عن كشف سر المحبة التي ينعم بها صديقه عبدالمجيد، قائلاً: «بوعبدالله دائماً يقول لي منذ زمن (لسانك هو اللي يخرب عليك)، لكنني أبغى أقول أمامه (إذا أحب الله مخلوقاً، حبّب خلقه فيه)»، مضيفاً شهادة ثلاثية بحق شخصية «بوعبدالله» أمام الجميع، قائلاً «عبدالمجيد بحجم الكون هو فن، وبحجم المجرات هو حب ووفاء، وبحجم العالم هو إخلاص وكرم، شكراً جزيلاً أنك سمحت لي بالمشاركة في هذه الليلة معك».
بعدها، واصل «بوعبدالله» الغناء منفرداً بأغنيتيه الشهيرتين «رهيب» و«يا بعدهم كلهم»، ثم استجاب لطلب الجمهور عبر «احكي بهمسك»، قبل أن يزيد الحماسة مع «يا ابن الأوادم»، ويختتم الليلة بأغنية «شويّخ».
«أجواء وتنظيم»
الحفل اتسم بحُسن التنظيم والإخراج الفني، إذ قدّمت شركة «إيفنتكوم» تجربة متكاملة لناحية الصوت والإضاءة والتفاصيل اللوجستية، فيما تولّت «روتانا» الإشراف الفني الدقيق على البرنامج. أما تقديم المذيع علي نجم، فكان لافتاً بسلاسته وحضوره القوي، ما أضفى رونقاً إضافياً على الأمسية.
«ليلة استثنائية»
بهذا الشكل، أثبت عبدالمجيد عبدالله أن الغياب لم يزد جمهوره إلّا شوقاً، وأن صوته وإحساسه لايزالان قادرين على أن يوحّدا الأجيال في ليلة لا تُنسى. أمسيات الكويت كانت بحق محطة خاصة في مشواره الفني، وذكرى باقية في وجدان مَنْ حضرها.
«أنا كويتي»!
حرص عبدالمجيد عبدالله على لقاء وسائل الإعلام قبل اعتلائه خشبة المسرح، بحضور رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «روتانا للموسيقى» سالم الهندي، والرئيس التنفيذي لشركة «إيفنتكوم» أحمد سالم الهندي، حيث قال: «الكويتيون ذوقهم صعب، وهناك علاقة حب تربطني بالكويت وجمهورها، إذ بيننا علاقة قديمة، وأشعر بأنني منهم. وأعتقد أن بدايتي الإعلامية الحقيقية كانت من هنا، استفدت من الإعلام الكويتي والثقافة الفنية الكويتية، وبالتالي تمكنت من أن أتواصل معهم. أحبهم ويحبونني، وعشت بينهم وأولادي ولادة الكويت... أنا كويتي».
وعن جديده، قال: «أحضّر حالياً مع روتانا لـ(ميني ألبوم) جديد، سيرى النور قريباً».