كشفت دراسة رائدة بقيادة باحثين من «معهد لايبنيتز لأبحاث المنتجات الطبيعية وعلم الأحياء الانتقالي» في ألمانيا عن آلية غير متوقعة مفادها أن جزيئات دهون الليبيدات تلعب دوراً محورياً في تنشيط الاستجابة المناعية الفطرية للجسم.

هذا الاكتشاف يعيد تقييم فهمنا لكيفية كشف الخلايا عن مسببات الأمراض.

وركزت الدراسة على مستقبلات مناعية تسمى «Toll-like receptors» التي تعمل كحساسات للغزاة مثل البكتيريا.

واكتشف الفريق أن بعض الدهون المشتقة من مسببات الأمراض لا ترتبط بالمستقبلات نفسها مباشرة، بل بجزيء دهني ليبيدي مرتبط به في غشاء الخلية، وهو ما يطلق عملية التنشيط المناعي بشكل متسلسل.

وهذا النموذج الجديد يفسر كيفية التعرف على مجموعة واسعة من مسببات الأمراض بآلية مشتركة.

وشبّه الباحثون تلك العملية بأن الجزيء الدهني في الغشاء يعمل كمفتاح تشغيل، بينما الدهون المسببة للمرض هي بمثابة «الإصبع» الذي يضغط عليه.

ومن شأن هذا الكشف أن يغير إستراتيجيات تطوير الأدوية واللقاحات.

كما يفتح هذا الاكتشاف باباً جديداً في علم المناعة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تعزز الاستجابة للمضادات الحيوية أو تعدل فرط نشاط الجهاز المناعي في أمراض المناعة الذاتية، من خلال الاستهداف الدقيق لهذه الآلية الدهنية في غشاء الخلية.