خلال العقدين الأخيرين، تكرّست مقولة «5 حصص يومياً» من الفواكه والخضراوات كقاعدة ذهبية للصحة، لكن باحثين واختصاصيي تغذية دحضوا تلك الخرافة وأشاروا أخيراً إلى أن هذا الرقم لم يكن أبداً معياراً نهائياً، بل نقطة انطلاق واقعية لتشجيع الجمهور على تحسين عاداتهم الغذائية.
وكشف دراسات حديثة أن تناول 7 أو حتى 10 حصص يومياً يرتبط بانخفاض كبير في أمراض القلب والسرطان، بل ويوفر الحماية الأطول مدى الحياة والصحة.
وقد أظهرت إحدى الدراسات البريطانية أن الأفراد الذين يتناولون أكثر من7 حصص يسجلون انخفاضاً في خطر الوفاة يصل إلى 42 في المئة مقارنة بمن يستهلكون حصصاً أقل من واحدة يومياً، وهذا ما دفع خبراء الصحة إلى دعوة الناس لتجاوز الحد الأدنى وعدم الاكتفاء به.
وفي اليابان، لا يقل المعدل الموصى به عن عشر حصص، فيما يشتهر سكان المتوسط بنظمهم الغذائية الثرية بالخضراوات والبقوليات الطازجة، ويجمع الخبراء على أن التنوع في الأصناف والألوان يعزز الفوائد الصحية أكثر فأكثر.
وفي ما يتعلق بالحالة، لا تقتصر الفائدة على الطازج فقط، فالمجمد، والمعلب في مياه أو عصير طبيعي، والمجفف جميعها تحافظ على عناصرها الغذائية بشكل ممتاز. بينما العصائر والمشروبات تحتسب كحصة واحدة فقط بسبب محتواها المرتفع من السكر، ويبقى إدخال أكثر عدد ممكن من الأصناف يوماً بعد يوم هو السبيل الأمثل لتربية نظام مناعي وصحي متين.
وعموماً، فالالتباس في مفهوم «الحصة» يزيد من حيرة الجمهور، فلدى منظمة الصحة العالمية الحصة تقدر بثمانين غراماً فقط، أي ما يعادل تفاحة أو نصف علبة فاصولياء.
لكن النتيجة الواضحة لكل الدراسات هي: كلما زاد تناول الفواكه والخضراوات، ارتفعت المكاسب الصحية وقلت أخطار الأمراض المزمنة.