حذّرت نتائج دراسة حديثة من أن الاحتباس الحراري يدفع بكتيريا دقيقة مسماة «بروكولوروكوكاس» (Prochlorococcus) إلى حافة الاضمحلال والانقراض، وهي بكتيريا ضوئية صغيرة جداً لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكنها تنتج نحو ثلث غاز الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض الذي يتنفس منه البشر.
ووفقاً للباحثين الذين أجروا الدراسة، تعيش هذه البكتيريا في المحيطات وتعتبر أساس السلسلة الغذائية البحرية، ولكن ارتفاع درجات حرارة محياه المحيطات بسبب الاحتباس الحراري العالمي يقلل بشكل متزايد من قدرتها على البقاء والتكاثر.
ومن خلال الدراسة، أظهرت نماذج محاكاة حاسوبية أنه إذا استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بالمعدلات الحالية، فمن الممكن أن ينخفض تعداد هذه الكائنات المجهرية الحيوية بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول نهاية القرن الحالي، وهذا سيكون له تأثير مدمر على النظم البيئية البحرية عموماً وعلى مستويات غاز الأكسجين عالمياً. والأسوأ من ذلك، هو أن اختفاءها سيعطل دورة الكربون في المحيطات، ما سيسرع وتيرة تغير المناخ بدلاً من إبطائها.
وعلى هذا الأساس، دعا العلماء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وخفض الانبعاثات الكربونية العالمية بوتيرة أسرع مما هو مستهدف حالياً، محذرين من أن حماية هذه الكائنات البكتيرية هي في صميم معركة الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض على المدى البعيد.
وتذكرنا هذه الدراسة بأن حتى أصغر مخلوقات الأرض يمكن أن يكون لها أثر كبير في مصيرنا المشترك، وأن إنقاذها هو في الواقع إنقاذ لأنفسنا.