من خلال مبادرة علمية طموحة، اقتربت الباحثة «ونجون تشانغ» من «معهد فورسيث» التابع لجامعة «كامبريدج» الإنكليزية من إحداث ثورة في مجال العناية بالأسنان، وذلك عن طريق فك شفرة بكتيريا الفم المسببة لتسوّس الأسنان بما يفتح الطريق أمام ابتكار وتطوير علاجات جديدة تقضي تماماً على تسوّس الأسنان، وبالتالي تجعل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط جزءاً من الماضي.

وتركز تلك المبادرة البحثية على فهم التفاعلات المعقدة بين مئات الأنواع البكتيرية في الفم، وهو الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة للوقاية من تسوس الأسنان وتحسين الصحة الفموية.

وأظهرت نتائج الأبحاث الأولية في إطار تلك المبادرة أن بكتيريا فموية مثل «ستربتوكوكس موتانس» تلعب دوراً رئيسياً في تكوين طبقة البلاك على الأسنان، وهي الطبقة التي تؤدي إلى تآكل المينا. وتواصل «تشانغ» العمل على تطوير تقنيات غير مسبوقة تستهدف هذه البكتيريا بدقة من دون الإضرار بالبكتيريا النافعة التي تحافظ على التوازن البيئي في الفم. وتشير النتائج إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تقلل من الحاجة إلى التدخلات التقليدية مثل الحشوات أو علاجات أقنية جذور الأسنان، وهي التقنيات التي من المرجح لها أن تحدث ثورة في مجال طب الأسنان، بما يحسن جودة حياة المرضى.

وبهذا، يُعد الاكتشاف خطوة واعدة نحو مستقبل خالٍ تقريباً من تسوس الأسنان، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعزز الصحة العامة ويقلل من تكاليف العلاج.

وبينما تُبرز الأبحاث في هذا المجال أهمية فهم البيئة الميكروبية في الفم – حيث تتفاعل البكتيريا بطرق معقدة تؤثر على الصحة العامة – فإن الباحثة «تشانغ» تواصل السعي من جانبها إلى تطوير علاجات تمنع تكوين طبقة البلاك مع الحفاظ على التوازن الصحي الطبيعي للفم عموماً والأسنان خصوصاً.