مع هيمنة الشاشات الذكية على حياتنا اليومية، حذّر خبراء معنيون من التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط لهذه الأجهزة على الصحة النفسية والجسدية.

وفي هذا الاتجاه، أوضح ديميتريوس تساتيريس، وهو طبيب نفسي وأستاذ مساعد في جامعة نورث إيست أوهايو الطبية الأميركية، أن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات الذكية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم اضطرابات القلق والاكتئاب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على جودة النوم ويزيد من مخاطر الإصابة بالخرف المبكر.

وقدّم الخبراء ست نصائح عملية لفرض حدود صحية مع الهواتف والشاشات الذكية، وهي النصائح التي تهدف إلى استعادة الشخص لسيطرته على حياته اليومية.

وتشمل تلك النصائح تتبع وقت الاستخدام باستخدام تطبيقات مخصّصة لفهم العادات اليومية، وإيقاف الإشعارات غير الضرورية لتقليل التشتت.

كما يوصى بتخصيص أوقات محددة لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع الهاتف الذكي بعيداً عن متناول اليد أثناء العمل أو الاسترخاء. ويُشجع الخبراء على استبدال العادات السلبية بأنشطة إيجابية مثل القراءة أو ممارسة الرياضة لتقليل الشعور بالملل الذي يدفع إلى استخدام الهاتف.

ويروي «تساتيريس» تجربته الشخصية على شاطئ البحر، حيث أدرك كيف أن هاتفه الذكي قد يعكر صفو لحظات الهدوء، ما دفعه إلى إعادة تقييم علاقته بالتكنولوجيا برمتها بعد أن اتضح له أن الإفراط في استخدام الهواتف لا يقتصر على إضاعة الوقت، بل يمتد إلى التأثير سلبياً على العلاقات الاجتماعية وعلى مستوى التركيز والتحصيل الدراسي.

وحث «تساتيريس» الناس على وضع حدود تنظيمية واضحة مع أجهزتهم الذكية ذات الشاشات لتعزيز الرفاهية النفسية والجسدية، مؤكداً على أن مثل هذه الخطوات البسيطة كفيلة بأن تُحدث فرقاً كبيراً في تحسين جودة الحياة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعزز الإنتاجية والسعادة.

وبشكل عام، ينصح الخبراء بتطبيق هذه النصائح تدريجياً لضمان استدامة التغيير، مع التركيز على أهمية الوعي الذاتي في إدارة العلاقة مع التكنولوجيا الحديثة عموماً.