ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي يُقام حالياً تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، شهد يوما الخميس والجمعة الماضيين، عرضين مسرحيَيْن، أولاهما بعنوان «أنا والمهرج» لمؤسسة «أرض بابل الثقافية» من جمهورية العراق، وذلك على خشبة مسرح الدسمة، في حين جاء العرض الثاني بعنوان «القبطان والفئران» لفرقة «ماريونيت سورية» على مسرح متحف الكويت الوطني.
«إدمان الألعاب»
ودارت فكرة العرض الأول «أنا والمهرج» الذي ألّفته وأخرجته الدكتورة زينب عبدالأمير، حول ممارسة الأطفال للألعاب الالكترونية القتالية العنيفة، والتي تجذب انتباههم وتستحوذ على تفكيرهم إلى حد الإدمان، كما أصبحت جزءاً من الثقافة الحديثة، إذ يمكن أن تزيد الميل إلى العنف والعدوانية والانعزالية وربما التوحّد لدى بعض الأطفال، وغيرها من الآثار السلبية التي تحتاج إلى معالجة عبر توعية الأطفال من خطر هذا النوع من الألعاب على سلوكهم وبناء شخصياتهم.
«معانٍ تربوية»
أما مسرحية «القبطان والفئران» فجاءت من تأليف وإخراج هنادة الصباغ التي تقدم مسرح دمى موجه للكبار والصغار معاً، ويستخدم الرمزية والخيال للتعبيرعن قضايا إنسانية واجتماعية.
وفي نبذة عن المسرحية يقول القائمون عليها: «من سحر الحكاية وعالم الخيال المليء بالألوان نسجنا قصتنا من ذاكرتنا البصرية والحسية. تسللنا إلى عالم الطفولة المخبأ في أعماقنا».
وتعد «القبطان والفئران» من التجارب الفنية المغايرة، التي تفتح باب التأويلات أمام المتلقي وتثبت أن فن الدمى ليس مجرد وسيلة ترفيهية للأطفال، بل فضاء رمزي قادرعلى تقديم معانٍ تربوية في حياتنا اليومية.
«فنون العرائس»
ولم تقتصر فعاليات المهرجان على العروض المسرحية فحسب، بل شملت ورشاً فنية وبرامج تعليمية وتفاعلية موجهة للأطفال.
ومن أبرز هذه البرامج ورشة «تعليم الأطفال فنون صناعة العرائس وتحريكها»، التي تُقام يومياً على مسرح الدسمة أو مسرح المتحف الوطني وفق برنامج العروض المسرحية، ويقدمها مجموعة من المتخصصين في هذا الفن، ومنهم المخرج ومُحرّك العرائس ناصر عبد التواب.
وتعكس هذه الورشة حرص القائمين عليها، لإتاحة مساحات إبداعية تثري خيالات الصغار وتمنحهم فرصة للتعرف عن قرب على فنون العرائس وأسرارها.