كشف بحث علمي جديد عن الدور الحيوي الذي تلعبه بعض أنواع البكتيريا الموجودة في أطعمتنا في إنتاج «فيتامين K» ومغذيات أساسية أخرى، ما يلقي الضوء على أهمية توازن الميكروبيوم الغذائي لصحة الإنسان. وأوضح الباحثون أن هذه البكتيريا، الموجودة في بعض الأطعمة المخمرة والخضراوات الطازجة، تسهم بشكل كبير في دعم عمليات تخثر الدم وصحة العظام.

ويشير التقرير إلى أن أنماط النظام الغذائي الحديث، الذي يعتمد بكثرة على الأطعمة المُصَنَّعة والمطهوة على درجات حرارة عالية، تؤدي إلى تدمير معظم تلك البكتيريا المفيدة قبل وصولها إلى الأمعاء. وهذا يفتح باباً للتفكير في كيفية إعادة دمج الأطعمة الطبيعية الغنية بهذه الكائنات الدقيقة، مثل الكيمتشي والمخللات والزبادي، في أنظمتنا الغذائية اليومية.

ويحذر العلماء من الإفراط في الاعتماد على المُكمِّلات الاصطناعية لفيتامين K، إذ تظهر أبحاث أن الامتصاص الأمثل يتحقق عند استهلاكه ضمن الغذاء الطبيعي المتكامل مع بقية العناصر. كما أن البكتيريا المفيدة تسهم في إنتاج مركبات أخرى داعمة للصحة، بما في ذلك بعض الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، الضرورية لصحة القولون وخفض الالتهابات.

ويخلص الخبراء إلى أن بناء نظام غذائي متوازن وغني بالأطعمة الطازجة والمخمرة يقوي جهاز المناعة، ويحافظ على صحة العظام، ويخفض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ما يجعل «بكتيريا الطعام» حليفاً خفيّاً لا غنى عنه.