عندما لا تجد في ما ينشر ويبث ما يستحق التعليق... فالتزم الصمت ما دمت لا تملك المعلومات الكافية... وحتى وإن كانت المعلومات الكافية متوافرة ومن مصادرها، فما كل ما يعرف يقال، لا سيما حول المواضيع الجدالية في بيئة نرى أن الكثير من أحبتنا يعتقدون واهمين، أنهم أصحاب رأي.
بعد متابعة للمواضيع والقضايا التي طفت على السطح أخيراً، وخلال بعض جلسات نقاش مع الأحبة، وجدت تبايناً في وجهات النظر والتي أغلبها لا يعتمد على حجج مقبولة، وبعدها أدركت أن «الركادة»... أفضل كي لا أزج بنفسي في نقاش عقيم قد يخسرنا صديقاً أو «تشين» الأنفس مع الأسف.
قبل يومين التقيت بصديق وبادرني بالسؤال: «وينكم غايبين عن الساحة... وين ملتقياتكم»؟ فأجبته: «سلامتك... الوالدان كبرا في السن والتزامات وبنيان وظروف أخرى والوضع غير مشجع... ربعنا حتى وإن تحدثنا فهم حساسون تجاه مفهوم التطوير والتنمية وتحسين الثقافة... فنحشم أنفسنا كي لا يفهم الحديث ويتم تأويله خلاف حقيقته والركادة... أفضل وأطيب!».
الشاهد، أن الحديث عن أهمية توفير نقلة نوعية في سلوكياتنا على مستوى الأفراد/فئات المجتمع وإدارة مؤسساتنا من خلال جلسات حوارية أو ملتقيات، وإن كان بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المنشودة، فإن الأرضية لم تعد مناسبة، والبيئة لا تساعد.
فالثقافة أساسها قيم ومعتقدات... وأصبح لا يراد منا الخوض في بعض القضايا، وهذا يشير إلى سوء المستوى الثقافي الذي لن يساهم في النمو وتحديداً تطوير الذات وخلق قيم ومعتقدات تسمح بقبول الرأي والرأي الآخر وتؤثر سلباً على الوحدة الوطنية ومفهوم الولاء.
لذلك، المتابع يلاحظ تركيزنا على أهمية فتح قنوات حوارية كونها أشبه بالمجالس الاستشارية... من باب الشورى والحوار اللذين يعدان من المبادئ الأساسية في الإسلام التي تعزز روح المشاركة بين الأفراد ومكونات المجتمع «العمل الجماعي».
والعمل الجماعي يتطلب التفكير الإيجابي الذي يقود المجتمع إلى تحقيق توقعات أفراده ويشعرهم بأهميتهم قبل اتخاذ القرارات وبعدها... وغياب الشفافية وحسن النوايا لا يحقق التفكير الإيجابي لكن الوطن سيظل هو الأساس والمواطن الصالح هو من يصنع التاريخ ويفهم الحقوق والواجبات وخصوصاً «الأخيار» منهم.
الرفق مطلوب ولعله يأتي إن شاء الله اليوم الذي فيه نجد الشفافية قد حطت أطنابها والمسؤولية الاجتماعية قد رسخت مفاهيمها في تعامل أفراد المجتمع وفئاته ومكوناته من جهة واتساع صدر المسؤولين للنقد البناء والحث عليه.
الزبدة:
احترام الذات يقودنا إلى اتباع نهج «الركادة»... أفضل وأطيب مع غياب الحوارات البناءة حول القضايا التي تبني الثقافة الاجتماعية .
أظن -والله العالم- أنه سيأتي اليوم الذي تكون فيه الآفاق مفتوحة لكل صاحب رأي رشيد من الأخيار... والله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi