مفردة جميلة تضفي على النفس بهجة، وعلى الروح إشراقاً، وتملأ الذهن أملاً.

فإذا توجهت بالشكر إلى الكريم فإنه يعطيك نعماً كثيرة.

نعم

إذا كان شكري نعمة الله نعمةً

علي لهُ في مثلها يجب الشكرُ

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله

وإن طالت الأيام واتصل العمرُ

فشكر الله الكريم هو نعمة، ولا تتحقق هذه النعمة إلا بفضل الكريم.

فإنك إذا أرت من أحد شيئاً فإنك تطلب موعداً، ولا يتحقق هذا الموعد إلا بعد فترة قد تطول أو تقصر، وقد لا يتحقق طلبك أو يتحقق.

وإذا أردت أن تطلب من الرحمن شيئاً فلا تحتاج إلى وقت، ما عليك إلا أن ترفع يدك وتطلب ما شئت؛ فإن طلبك يتحقق بأسرع من البرق؛ لأنك لجأت إلى أرحم الراحمين الذي يهب كل الخير؛ فيستحق الشكر على مواهبهِ السّنية.

الحمد لله بجميع محامده كلها

على جميع نعمه كلها

الحمد لله الفاشي في الخلق أمره

وحمدهُ الظاهر في الكرم مجدهُ

والباسط في الجود يدهُ

الذي لا تنقص خزائنه

ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً

إنه هو العزيز الوهاب.

عزيزي القارئ الكريم! أليس جديراً بنا أن نرفع أيدينا بالشكر إلى العزيز الحكيم على ما وهبنا من خير عميم، ونعمة واسعة، في بلدٍ يسودهُ الأمن والاطمئنان، ونرغد فيه بصنوف النعم وألوان الخير؟!

ونحن في هذه النعمة الشاملة نرفع أكف الضراعة إلى المولى القدير بأن يجعل الأمن يسود في أنحاء الدنيا، وأن يفرج عن إخواننا المهمومين في فلسطين وسوريا ولبنان، وجميع بقاع العالم، حتى يسود الاستقرار في أنحاء المعمورة،

ولا يحس طفل بالتوجع أو أم بالألم أو والد بالخوف على أسرته وأولاده.

وإذا تأملنا أنواع الشكر وصنوفه فإنها تتمثل في شكر الإنسان عندما تحل به ضائقة وهو يحمل مفتاح الفرج وهو الصبر، في هذا الموقع يشعر بمزيد من الراحة عندما يشكر الله على نعمته، وعندما تتوعك صحة الإنسان فإنه يلجأ إلى الله، ثم يتناول العلاج، فعندما تشفى صحتهُ، وتتبدد علتهُ، يشعر بالسعادة شاكراً الكريم على معافاته من المرض.

ما أجمل سعادة الشكر!

إذا مرض أحد من أسرتك -لا سمح الله- فإنك تبتهل إلى المولى القدير، وتطلب منهُ الشفاء، ثم تأخذ العلاج اللازم، فإذا تحقق الشفاء فإنك تشعر بالسعادة عندما تشكر الله على هذه النعمة.

أنواع الشكر كثيرة، وأصنافها متعددة، وأشكالها متباينة، فأينما يممت وجهك لاحت لك نعم كثيرة من نعم الرحمن، ألا تستحق هذه النعم الشكر للبارئ المصور الوهاب؟!

ألا يرعوي الذين يجعلون بين نعم الله وبينهم حاجباً، ولا يتذكرون هذه النعم المرسلة إليهم من رب كريم؟!

تأمل في نبات الأرض وانظر

إلى آثار ما صنع المليكُ

عيون من لجين شاخصات

بأبصار هي الذهب السبيكُ

على قضب الزبرجد شاهدات

بأن الله ليس لهُ شريكُ

الحمد لواهب النعم على نعمه الكثيرة، وآلائه العظيمة، التي لا تعد ولا تحصى، اللهم يا واهب النعم، ويا مرسل الخير إلى الأمم، نسألك بأن تنشر رحمتك على جميع المظلومين والمنكوبين والبؤساء في جميع أنحاء المعمورة، حتى لا تتوجع أم، ولا يئن طفل، ولا يتوجس والد على أولاده، إنك سميع مجيب الدعاء، وحتى يحيا الجميع في بحبوحة من العيش في أوطانهم، وحتى يكف بأس وشر وطغيان الصهاينة عن أرض فلسطين وسوريا ولبنان.

ما أجمل الصابرين على الشدائد! المبتهلين إلى ربهم، طالبين منه العون حتى يتحقق لهم النصر، ولا يكون ذلك إلا بالعمل والجهاد والشكر المتدفق لواهب النعم.

سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري

سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري

سأصبر حتى يعلم الصبر أنني

صبرت على شيء أمر من الصبرِ

وما أجمل الصبر الجميل مع التقى!

وما قدَّر المولى على عبده يجري

هنيئا لحاملي مفاتيح الصبر.