توقفت عند قراءة ما جاء في باب النهي عن المَنّ بالعطية للإمام ابن باز رحمه الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في الحديث الشريف: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
يعني أن الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان تدفع عنه المكروه والمصائب.
صنائع المعروف هي أعمال حسنة مادية أو معنوية مثل مساعدة المحتاجين، وخطورة المَنّ بالمعروف وهو «تذكير الشخص بالمعروف الذي قدمته له وإيذاؤه به»، تكمن في كونه أمراً مذموماً ومكروهاً شرعاً.
فالإحسان يجب أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى، وعلينا تجنب المَنّ بالمعروف، وذلك لحفظ كرامة المحسَن إليه.
المنان... هو اسم من أسماء الله الحسنى. فالله كثير العطاء والإنعام، ويعطي بلا حصر، من دون طلب عوض ولا غرض، ومنها الهداية والرزق وغيرها، فيتطلب منا الشكر على نعم الله وفضائله التي لا تعد ولا تحصى.
البعض -هداهم الله- عندما يسدي لأخ خدمة أو يقرضه مالاً عند الحاجة، يمن عليه ويذكره بما قدمه له وبعضهم لا يعطي ولا يخدم إلا لمصلحة مرجوة وهنا تقع خطورة المَنّ بالمعروف.
قال عز من قائل «يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى». وجاء في معنى الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن المنان بما أعطى من الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
لذلك، نرى أن صنائع المعروف يجب الحث عليها، ومنها مساعدة المحتاجين، وإغاثة إخواننا المنكوبين، ومد العون لكل محتاج، سواء من أفراد مجتمعنا، أو عن طريق الأعمال الخيرية، داخل الكويت وخارجها.
الشاهد، إذا جاءك شخص محتاج طالباً المساعدة -أيا كانت- وأنت تستطيع ذلك، فلا ينبغي أن ترده خالي الوفاض... هذا من قواعد الإحسان (التكافل الاجتماعي) ولْنُخلص النية لوجه الله، ويجب علينا الحذر من المَنّ على من أعطيناه وساعدناه.
الزبدة:
ذكرت خطورة المَنّ بالمعروف بعدما لمست بعض سلوكيات مؤسفة من إخوان لنا أنعم الله عليهم ويردون السائلين...!
وعلى المستوى المؤسساتي، أرجو أن يُفهم سبب تركيزنا على موضوع تحسين المستوى المعيشي، بأنه من أهم الأسس التي تخلق الأمن المعيشي والأسري... ولا ينبغي أن نمن على موظف أو متقاعد في زيادة أو بدلات أو تسهيلات كالقرض الحسن، لأنها مطالبات مستحقة في ظل زيادة الأسعار والتضخم ومتطلبات العيش الكريم/الرخاء المعيشي.
ونتمنى من المعنيين أن يوفروا متطلبات العيش الكريم من غير «المَنّ» ولو تلميحاً، كي لا نوقِع الأذى بالمحتاجين من أحبتنا... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi