قرأت خبر توقيع وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، 5 مذكرات تفاهم بين الكويت ومؤسسات طبية فرنسية، وشعرت بأمل تجاه تحسين مستوى الرعاية الطبية في الكويت وتحديداً دقة التشخيص... ولا أعلم إن كان من بينها، تشغيل مستشفى السرطان وباقي المستشفيات من ناحية الإدارة والتشغيل، ولا أعلم متى سيكون التنفيذ؟
ما بعد... «التفاهمات» سنظل منتظرين تنفيذ تلك الاتفاقيات والمذكرات على أرض الواقع ويلمس أثرها المواطن!
نريد فتح باب التفاهمات على مصراعيه داخلياً وخارجياً.
تفاهمنا على إزاحة التزوير من كل ملف وفي كل مؤسسة. وتفاهمنا على حب الكويت. ونحتاج لتفاهم حول قبول الرأي والرأي الآخر، لإيجاد أرضية صلبة ننطلق منها نحو التنمية المرجوة عبر اختيار النخبة لقيادة مؤسساتنا.
يجب أن يفهم المواطن الكويتي، أن ما ذكرناه في المقال السابق حول خطر الغيبة والنميمة، بحاجة إلى فهم وتفاهم!
إذا كنت أيها المواطن لا تملك المعلومة الصحيحة... فابحث عنها «كي لا نصيب قوماً بجهالة» فقط لأننا تلقينا معلومة من وكالة «يقولون»!
تصفية الذهن وحسن النية مدخل، واكتساب المعرفة/المعلومات، يفتح الأفق نحو «تفاهمات الثقافة المطلوبة».
لا نقد أو خلافه يصلح من دون علم ومعرفة وتشجيع من المسؤولين، فهي أشبه بالاستشارات المجانية، فمن الخطأ ألا نحدث التغيير للأفضل.
لماذا لا نتفاهم... والحوار هو الموصل إلى حيز التفاهم؟
فما المانع أن يكون هناك تفاهم «مواثيق» بين فئات المجتمع ومكوناته من أصحاب الخبرة والمعرفة والعلم المميز والمشهود لهم بالنزاهة كي نقبل على مرحلة تحولية تجتث نماذج المروجين للإشاعات والسفاهات، ويصبح لدينا ثقافة صالحة.
التفاهمات تجعل الفرد المتابع للأخبار وحتى وكالة «يقولون» على علم بالمعلومات الصحيحة ويأخذها من مصدرها.
والمذكرات أو الاتفاقيات أياً كان نوعها... هي في نهاية المطاف، إما أن تطبق وتدخل حيز التنفيذ، أو تركن كغيرها من اتفاقيات بروتوكولية أو شكلية!
أشعر بأن ما تم التوقيع عليه أخيراً سيجد التنفيذ إن شاء الله، ونحتاج «بس» شفافية وتنويراً كي يكون الجميع على إطلاع بمراحل التنفيذ ونسبتها والمكلفين بها وتكلفتها.
والأهم من هذا وذاك... نريد التفاهم حول أهمية قياس المستوى المعيشي للفرد الكويتي كي نحقق ما طالبت به المادة 20 من الدستور الكويتي.
الزبدة:
ما بعد «التفاهمات» تظل الأماني قائمة متطلعة إلى تنفيذ كل تفاهم أو اتفاقية وقّعنا عليها... وسنظل باحثين عن الشفافية في العرض كي لا نعطي مجالاً لمزوري الحقائق «مطلقي إشاعات»، فالبلد يستحق أن نشعر فيه بالتفاؤل لتحقيق التنمية المنشودة.
وأتمنى أن نتفاهم حول المستوى المعيشي للفرد الكويتي، والإجابة عن سؤال «ماذا يريد المواطن»؟ وهو ما ذكرناه في سياق مقالات سابقة.
بناء الأوطان يبدأ من التفاهم، والتفاهم... يحتاج إلى الأخيار لبلوغه غاياته النبيلة الوطنية الحس... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi