حين قال خالد المظفر رأيه في بعض أعمال فنانة، لم يسبّ، لم يشتم، لم يقلّل من أحد، قال رأياً، والرأي على ما «ربينا» عليه هو حق مشروع لكل عاقل يتابع ويتذوّق ويشاهد، لكن فجأة، أصبح هذا الرأي «جريمة»، واشتعلت «السوشيال ميديا»، واستيقظت «الجماهير»، تدافع، رغم أني كنت أتمنى لو أنه لم يذكر «فنانة كبيرة» وتحدث عن ما يقدم بالدراما بشكل عام، مع ذلك... خالد لم يخترع شيئاً، بل قال ما قاله كثير من الناس لكن بصوت عالٍ، إن الأعمال الأخيرة لهذه الفنانة وغيرها من الفنانين رغم كل الحب والاحترام لمسيرتهم باتت بعيدة عن واقع الناس، غريبة عن نبض الشارع، خالية من صدق الحكاية، ومليئة بزينة مفتعلة لا تستر هشاشة المضمون.
في سورية، الفنانون من خلال ظهورهم الإعلامي «شلّخوا» مسلسل «باب الحارة» ما شفنا أحد تكلم، وعادل إمام بمكانته الفنية ومن معه تعرضوا لهجوم من بعض زملائهم بالهمز واللمز لما قدموه في فيلم «عمارة يعقوبيان» و فيلم «النوم في العسل»، ولم نجد رداً منهم، وآخر مثال... الفنان علاء مرسي في لقاء تلفزيوني عرض أخيراً وبالفم المليان قال: «نبيلة عبيد ونادية الجندي وأحمد حلمي ما بيعرفوش يمثلوا»، ما شفنا أحد من فانزاتهم «نط» وقال شيء...عشان جذي لا تكبرون الموضوع.
بعد ما يصير أي نجم أو نجمة كبار «يخنبقون» لازم نمشي لهم، إذا احنا بنجامل مرة ومرتين الجمهور ما يطوّف، ونفس الأمر مع المظفر حين يقدم عملاً أقل من المستوى مستقبلاً، سيواجه الانتقاد ذاته وبقسوة، مقصلة الجمهور والنقّاد لا تستثني أحداً.
«سبات»
كثر السؤال أخيراً «لماذا يغزو المطربون العرب الساحة بكل هذا النشاط، بينما نجوم الأغنية الخليجية في حالة سُباتٍ شتوي دائم؟»، الجواب سهل... هناك الفنان يشتغل على روحه، يبحث عن الكلمة، ويطارد اللحن، ويصرف من جيبه، ويغني كأن الجمهور ينتظر منه معجزة، أما عندنا؟! فبعض «نجومنا» يعيشون على مبدأ «اكتب لي، لحّن لي، ادفع عني، سوّق لي، وأنا عليّ بس أركّب صوتي آخر الليل، والنتيجة؟ فنان هناك يُطرب... وهنا«ينحت» بين فترة وفترة بأغنية يتيمة ونَفَس مكسور كأنه مغصوب.
«تذكير»
في الساحتين الإعلامية والفنية... الأسماء تتبدّل، الكراسي تُعاد تدويرها، والأضواء لا تبقى في جهة واحدة، واليوم الذي تصفق لك فيه القاعات، قد يأتي بعده يوم لا تسمع فيه سوى صدى خطاك، خذوها مني كما تشاؤون... من يزرع ذكراً طيباً، فلن يقلقه تغيّر المواقع ولا تبدّل الظروف، أما من ظن أن المجد يُصنع بالإقصاء والتجاهل، فليتذكر أن الدنيا لا تمشي بخط مستقيم... بل تدور، فكّروا قليلًا... ليس في اليوم، بل في اليوم الذي يليه.
«نهاية المطاف»:
صار صدر الناس أضيق من أن يسمعوا رأياً لا يعجبهم... وكأن الاختلاف خطيئة.