أعرب سفير جمهورية أرمينيا لدى البلاد الدكتور أرسين أراكيليان، عن ترحيبه بإطلاق الرحلات المباشرة بين الكويت ويريفان عبر طيران الجزيرة، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تفتح نافذة ميسّرة لاكتشاف دفء الضيافة الأرمنية، والاستمتاع بتجارب سياحية لا تُنسى.

وأوضح في لقاء مع «الراي» أن أولى الرحلات المباشرة انطلقت في 8 يوليو الجاري، مشيراً إلى أن شركة طيران الجزيرة تسيّر ثلاث رحلات أسبوعياً حتى نهاية أكتوبر، على أن تتواصل الرحلات بعد ذلك بمعدل رحلتين أسبوعياً حتى ربيع 2026.

وأضاف أن الرحلة من الكويت إلى بلاده تستغرق نحو ساعتين، مما يتيح للزوار الكويتيين الاستمتاع بأجواء أرمينيا على مدار العام، من مناظرها الطبيعية المتنوعة إلى معالمها الثقافية والتاريخية.

ملتقى التاريخ

وأشار السفير أراكيليان إلى أن أرمينيا تُعدّ ملتقىً للتاريخ والطبيعة، وتُقدّم تجربة فريدة للزوار، حيث يمكن استكشاف المتاحف، المعارض، المهرجانات والموسيقى في العاصمة يريفان، فيما تحتضن غيومري الطابع الفني والتاريخي. أما منتجعات ديليجان وتساغكادزور فهي مثالية لعشاق الطبيعة، وجيرموك توافر أجواء استجمام وعلاج بالمياه المعدنية.

وأكد أن بلاده أعفت مواطني الكويت من التأشيرة منذ 2022، واعتباراً من 1 يوليو 2025 بات بإمكان حاملي البطاقات المدنية الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي دخول أرمينيا دون تأشيرة، شرط صلاحية البطاقة لـ180 يوما على الأقل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز تدفق الزوار من دول الخليج، خاصة خلال موسمي الصيف والخريف.

وأضاف: نحن في غاية الحماس لرؤية علاقات أوثق بين أرمينيا والكويت، ونرحب بقرار شركة طيران «الجزيرة» الكويتية إطلاق رحلات مباشرة جديدة تربط بين بلدينا الصديقين، إن أرمينيا بلدٌ غني بالثقافة، وتزهو بمناظر طبيعية تأخذ بالألباب.

كرم الضيافة

وبيّن السفير الأرمني «أن هذه الرابطة الجوية ستجعل من السهل على المسافرين الكويتيين وغيرهم، تجربة كرم الضيافة الأرمنية، واستكشاف كنوزنا التاريخية، والتمتع بالحيوية التي تُميز روح الحياة في أرمينيا. نتطلع إلى ترحيب بالمزيد من الزوار، ومشاركتهم القصص الفريدة التي تجعل من أرمينيا وجهة لا تُنسى».

ووجه رسالة إلى المستثمرين الكويتيين، مفادها أن أرمينيا حققت، رغم التحديات، نمواً اقتصادياً ملحوظاً منذ الاستقلال عام 1991، مع إصلاحات هيكلية واضحة وتوجه نحو تنويع الاقتصاد، كما نفذت البلاد إصلاحات هيكلية لتعزيز الاستدامة المالية والحد من الفقر، ووفق تقارير الأمم المتحدة، من المتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي 5.1 في المئة في عام 2025، مع معدل تضخم منخفض ومستقر.

استثمارات

وأكد أن حكومة أرمينيا تتطلع إلى استقطاب الاستثمارات من الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وستدعم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في شكل أسهم وسندات وأوراق مالية وغيرها، في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والسياحة (بما في ذلك السياحة العلاجية)، والزراعة وتصنيع الأغذية، والأدوية، والمنسوجات والملابس.

وقال إن إنشاء الشركات في أرمينيا يتميز بأنه مجاني ولا يستغرق سوى 20 دقيقة، ولا يتطلب حداً أدنى لرأس المال. وفقاً لتقرير ممارسة أنشطة الأعمال، تحتل أرمينيا المرتبة العاشرة عالمياً من حيث سهولة بدء النشاط التجاري.

مزايا اقتصادية

قال السفير أراكيليان إن أرمينيا تعتبر الدولة الوحيدة في منطقة أوراسيا التي تجمع بين عضوية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي من جهة، واتفاقية الشراكة الشاملة والمعززة مع الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، إلى جانب الاستفادة من نظام الأفضليات المعمم مع الولايات المتحدة والنرويج وسويسرا، مما يوفر وصولاً إلى سوق تضم 1.5 مليار نسمة من دون أي رسوم جمركية.

قصة لكل زاوية... في أرمينيا

ذكر السفير أراكيليان أن بحيرة سيفان، تعتبر من أشهر المعالم الطبيعية في بلاده، وتقع على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر وتُعدّ مقصداً صيفياً بامتياز، حيث يمكن السباحة والاستمتاع بالمأكولات البحرية الأرمنية التقليدية، مضيفا أن «كل زاوية في أرمينيا تحمل قصة وجمالاً فريداً، من غوريس في الجنوب إلى ستيبانافان في الشمال، ومن إتشميادزين الدينية إلى الأسواق الشعبية».