في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الكاميرا تلاحق الناس حتى في أنفاسهم، هناك فنانون قرروا أن يعيشوا حياتهم وكأنها مشهد تمثيلي لا ينتهي، لا يخطئون، لا يغضبون، كل شيء فيهم محسوب ومثالي أشبه بروبوتات مبرمجة، يظهرون أمام الناس وكأنهم قدوة في كل شيء، يبتسمون في كل وقت، ويتحدثون بكلمات منمقة، لكن المزعج أنهم يصدقون هذا التمثيل وينسون أن الجمهور لم يعد ساذجاً، وأصبح أذكى بكثير من الممثلين أنفسهم.

أنا كمشاهد لا أحب الكمال الزائف، وأُفضّل العفوية والخطأ الحقيقي على التمثيل المتقن... هدوا الله يرضى عليكم.

«وضع غريب»

تمر الدراما اليوم بحالة هدوء غريبة، وكأنها تلتقط أنفاسها قبل سباق لا نعرف إن كان سيبدأ فعلاً أم لا، لا أخبار تثير الحماس، لا تسريبات ترفع التوقعات، ولا حتى خلافات معتادة تُنعش المزاج العام. الكواليس صامتة، والتحضيرات لرمضان تسير بخطى خجولة، وأغلب الشركات تلوّح بالمشاريع، لكن دون تفاصيل تُشعرنا أن هناك شيئاً قادماً يستحق الانتظار، وكأن الدراما قررت هذا العام أن تصوم قبل رمضان.

«وجهة نظر»

قرار إلغاء التعاون مع الكفاءات من خارج وزارة الإعلام جاء كصدمة غير معلنة، لكن أثرها واضح، خصوصاً في الإذاعة التي تعتمد بشكل كبير على المتخصصين في تقديم محتواها، فالبرامج الدينية والثقافية والطبية لا تُقدَّم من فراغ، بل من عقول وتجارب إعلاميين ومعدين ومذيعين لا يحملون صفة رسمية، لكنهم يحملون الخبرة والمعرفة، في المقابل، يتجه التلفزيون نحو شراء الأعمال الجاهزة، ولكن هذا الحل لا يتناسب مع لوائح الإذاعة، وبالتالي سيكون مصير بعض البرامج التوقف أو التكرار. في حقيقة الأمر لا أحد يطالب بفتح الأبواب للجميع، بل باختيار مدروس لمن أثبتوا حضورهم وأثرهم، والإعلام كما يعلم الجميع لا يعيش على اللوائح، بل على الناس الذين يصنعونه.

«تحدٍّ»

بعد تدخل وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، تقرر تغيير فكرة عرض مسرحية «سيف العرب» إلى «باي باي لندن»، نظراً لحساسية مضمون الأولى وما قد يثيره من جدل، القرار جاء سريعاً، لكنه حمل احتراماً للظرف والمقام، وقد تواصلت مع الفنان والمنتج عبدالله عبدالرضا، واقترحت عليه أن يفتتح «باي باي لندن» بمشهد المستشفى الشهير، الذي تم حذفه بعد أول عرض للمسرحية في الثمانينات بسبب طول مدتها، هذا المشهد لم يره أحد منذ ذلك الحين، وسيكون عرضه مفاجأة جميلة للجمهور، وفرصة لتجديد الشغف بالعرض الكلاسيكي، وكم سيكون رائعاً لو أعلن عبدالله ذلك بنفسه، كنوع من التشويق والامتنان... فهل يسمع النصيحة؟ على كل حال، نتمنى لهم كل التوفيق والنجاح في هذا التحدي المسرحي.

«نهاية المطاف»

التحدي الحقيقي ليس في تغيير العمل، بل في الحفاظ على روحه حين تتغيّر الظروف...