أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، أن «تركيا انتصرت و86 مليون تركي انتصروا»، وذلك غداة المرحلة الأولى من نزع سلاح «حزب العمال الكردستاني»، الذي أنهى تمرداً دام 47 عاماً، وإحراقه في مراسم «رمزية».
وقال رداً على مخاوف بعض الأتراك «نحن نعرف تماماً ما نقوم به، ولا داعي للقلق أو الخوف أو التساؤل. كل ما نقوم به هو من أجل تركيا، من أجل مستقبلها واستقلالها».
وذكّر أردوغان، أمام حزبه «العدالة والتنمية» في جلسة عامة، أمس، بأن أربعة عقود من القتال المسلح أودت بحياة ما لا يقل عن 50 ألف شخص، بينهم 2000 جندي.
وأعلن تشكيل لجنة داخل البرلمان لمتابعة مسار السلام وبحث «المتطلبات القانونية للعملية».
وأكد الرئيس التركي «اليوم هو يوم جديد، صفحة جديدة في التاريخ، إنه يوم تركيا الجديدة القوية».
وتابع «نحن نتابع عن كثب جميع المبادرات التي ستضع حداً لسفك الدماء، وتخفف دموع الأمهات وتقلل الألم وتعزّز الأخوة».
وشدّد «لا أحد يملك الحق في التشكيك في وطنيتي أو قوميّتي أو في حب حزب العدالة والتنمية لتركيا».
وطالبت الرئيسة المشتركة لـ «الكردستاني» بيسه خوزات في مقابلة مع «فرانس برس» من العراق، الجمعة، بضمانات أمنية قبل السماح للمقاتلين بالعودة إلى تركيا.
وقالت «من دون ضمانات قانونية ودستورية، سننتهي إما في السجون أو قتلى».
وسيتم تحديد مصير عناصر «الكردستاني» من خلال تطبيق القانون التركي، الذي يفرّق بين غير المتورطين في الجرائم الذين سيسمح لهم بالانخراط في المجتمع، وبين العناصر المتورطة التي ستحاكم وفقاً للقوانين.
إحراق الأسلحة
والجمعة، شهدت مدينة السليمانية بشمال العراق، مراسم رمزية قام خلالها نحو 30 مقاتلاً كردياً من بينهم أربعة قادة، بتدمير أسلحتهم بالقرب من قواعدهم في الجبال المحيطة بإقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، تنفيذاً لدعوة زعيمهم التاريخي المسجون عبدالله أوجلان.
وفي حين اختار فصيل تابع لـ «الكردستاني» كهفاً تاريخياً لإقامة مراسم التسليم، يتوقع أن تتكرر العملية تباعاً خلال الأسابيع المقبلة.
وتقدم القياديان بسى هوزات ونديم سفن، مجموعة من 30 من مسلحي «مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي»، سلمت أسلحة عبارة عن بنادق «كلاشنيكوف» وقناصات ورشاشات آلية ومسدسات، أمام ممثلي أجهزة أمن تركية وعراقية، حيث تم وضع الأسلحة في حاويات خاصة، وتم تدميرها عن طريق إحراقها. وهوزات من أبرز الوجوه المطلوبة لتركيا. واعتبرت وسائل إعلام محلية في إقليم كردستان، أن ظهورها منح المشهد بعداً سياسياً.
ويوجد في مرتفعات قنديل الآلاف من «الكردستاني»، وتعدّ عملية إحراق الأسلحة رمزية، في إشارة إلى أن الحزب جاد في تدمير أسلحته، لكن مصير الأسلحة بالكامل والتصرف فيها لم يعرف بالكامل بعد، حيث من المقرر تخصيص نقاط على الحدود التركية - العراقية لتسليمها.
وأقيمت المراسم بحضور عناصر من قوات الأمن التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتمتع بنفوذ قوي في السليمانية، أشرفوا أيضاً على نقل مقاتلي «العمال» من مقرهم في قنديل إلى منطقة الكهف.