لم يخلُ خطاب سامي من قبل كل الشيوخ في بلدنا، من الحديث عن الوحدة الوطنية وأثرها المهم في مواجهة الأخطار التي يُمكن أن تواجهها البلاد وتحت أي ظروف محلية أو إقليمية. فقد أدركوا أهمية الوحدة الوطنية في بناء الأوطان والمحافظة عليها. وليس آخر تلك الخطابات ما تضمنه خطاب سابق لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وبناء عليه تُعد الوحدة الوطنية الحجر الأساس في بناء أي وطن قوي ومستقر، وهي السياج الحامي الذي يُعزّز التماسك الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد. فعندما يتوحد أفراد الوطن على مبادئ وقيم مشتركة، تغيب التفرقة، وتُعلَى مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار والتقدم، حيث إن من أبرز مظاهر الوحدة الوطنية هو شعور جميع المواطنين بالانتماء والولاء لوطنهم. فالوطن للجميع، ويجب أن يشعر كل فرد بأنه جزء فاعل ومؤثر في مسيرته، وأن له الحق في العيش الكريم والمشاركة في بناء مستقبله.
الوحدة لا تعني التماثل في الرأي، بل تعني احترام الاختلاف ضمن إطار من التعايش والتكامل. وفي أوقات الأزمات، تتجلى أهمية الوحدة الوطنية بوضوح، حيث تتطلب مواجهة التحديات تضافر الجهود وتوحيد الصفوف.
فالدول التي تُعاني الانقسامات تكون أكثر عرضة للتدخلات الخارجية. أما الدول المتماسكة، فإن وحدتها الداخلية تشكل درعاً واقيةً أمام الأخطار مهما كانت طبيعتها. ولعل التاريخ خير شاهد على أن الشعوب التي وحّدت كلمتها ووقفت صفاً واحداً في وجه الاحتلال أو العدوان، استطاعت أن تحافظ على استقلالها وسيادتها. كما أن التنمية لا يمكن أن تتحقق في بيئة يسودها الشقاق، لأن الطاقات تُهدر في الصراعات بدلاً من البناء والعمل.
لذلك، فإن غرس روح المواطنة الحقيقية في نفوس النشء، وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وتكريس مبادئ العدالة والمساواة، هي وسائل ضرورية لحماية الوحدة الوطنية. كما يقع على عاتق وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية دور كبير في توعية المجتمع بأهمية هذه الوحدة.
في الختام، فلنكن جميعاً صفاً واحداً من أجل وطنٍ آمنٍ، مزدهرٍ، ومستقبلٍ مشرقٍ. والله ولي التوفيق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com