الإمام الحسين، عليه السلام، نبراس لهُ شعاعات مختلفة كلما اقترب المرء منه يلتمس من هذه الشعاعات كثيراً من العبر.

يلتمس الإصرار واللطف والسير الحثيث من أجل إعلاء الحق حتى يكون متلألأً واضحاً في عنان السماء.

أيها الموت الحسين مخلد

كلما أخلق الزمان تجدد

الإمام الحسين، عليه السلام، خرج مع أهل بيته وأصحابه لمواجهة الظلم الذي لا يقاوم إلا بإسالة دمه ودماء آل بيته وأصحابه.

وللحرية الحمراء بابٌ

بكل يدٍ مضرجة يدق

خرج أبو الأحرار على صوت الطلماح وهو يحدو:

يا ناقتي لا تجزعي من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

في خير ركبان وخير سفري

آل رسول الله آل الفخر

يا مالك النفع معاً والضرِّ

أيد حسيناً سيدي بالنصر

قاوم أبو الشهداء القوم بكل ما يملك فأبى القوم إلا أن يسفكوا دمه ودماء الكوكبة الطاهرة من أهل بيته وأصحابه الأحرار.

وقفت أخته الحوراء زينب، عليها السلام، لتحتضن الأطفال وتواسي النساء لتكون أعظم أخت تواسي أخاها.

وتشاطرت هي والحسين بنهضة

حكم القضاء عليهما أن يندبا

هذا بمشتبك النصول وهذه

في حيف معترك المكاره في السبا

تعلّم من الإمام الحسين كثير من المفكرين والحكماء والصلحاء، فهذا غاندي، يقول:

تعلمت من الإمام الحسين، كيف أكون مظلوماً فانتصر.

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

السلام عليك سيدي أبا الشهداء كل يوم تطلع فيه الشمس وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وأصحابك الغر الميامين المحجلين، أخذ العطش الشديد من الإمام الحسين عليه السلام وآل بيته وأصحابه مأخذاً، حيث منع الظالمون عنهم الماء حتى أخذ طفلهُ الرضيع ورفعهُ إلى القوم وقال:

اسقوا هذا الطفل شربة ماء، فما كان جوابهم إلا أن رموهُ بسهم محقق ذبحهُ من الوريد إلى الوريد.

وفي هذه الديرة الطيبة أقيمت المجالس الحسينية في هذا العام في المدارس حفاظاً على أهل هذا البلد الطيب الذين تتحد قلوبهم وأفكارهم وإشاراتهم من أجل إعلاء كلمة الحق فهم يحافظ بعضهم على بعض ليكونوا جسداً واحداً إذا اشتكى منهُ عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى.

فتحية إكبار وتقدير لجميع المسؤولين في كل المجالات على إصرارهم كي تكون الكويت جوهرة في كل المضامير.

وثيقةٌ من رسول الله باقيةٌ

يعلو الحسينُ بها فوق السَّها رُتبا

حسين مني سراجاً مشرقاً وأنا

من الحسين فيا أكرم به نسبا

الوحي أول ما أهدى صحائفه

كان الحسين من الأنوار مقتربا

هذا التراثُ الذي فاز الحسينُ به

عن جده لم يرثْ مالاً ولا نشبا

عظم الله أجور المسلمين في هذا المصاب الجلل.