تكثر الأخبار السياسية والاجتماعية الكاذبة بمواقع التواصل الاجتماعي، وهذه المعلومات السياسية والاجتماعية المضللة يتم بثها من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي، وغالباً ما تكون مدفوعة الثمن حتى إننا أدخلنا مصطلح الذباب الإلكتروني الذي يطلق على الحسابات الوهمية التي يقودها برامج أو أشخاص مهمتها بث وإعادة بث أخبار كاذبة ومضللة من أجل التأثير والسيطرة على الرأي العام...

في دراسة قام بها عدد من الباحثين بجامعات مختلفة ومن دول متعددة وتم اعتماد هذه الدراسة ونشرها، أثبت بها الباحثون أن برامج الذكاء الاصطناعي تقوم بتقديم معلومات مضللة وخاطئة بنسبة 88 في المئة وأن نموذجاً واحداً فقط من برامج الذكاء الاصطناعي كانت إجابته الخاطئة بنسبة 40 في المئة.

أما بقية البرامج (وقد شملت الدراسة أكثر من خمسة برامج) فكانت نسبة الإجابات الخاطئة والمضللة 88 في المئة، وقد تم اختبار برامج الذكاء الاصطناعي بمواضيع صحية ذات أهمية كبرى على استقرار واستمرار البشرية مثل اللقاحات والأمراض المعدية والأمراض النفسية، الأخطر هو أن ردود الذكاء الاصطناعي كانت تصاغ بطريقة علمية تقنع القارئ ويتم تدعيمها بمراجع علمية وهمية من أجل إعطاء مصداقية أكبر للإجابات الخاطئة والمضللة...!

أما برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي فقد كانت المعلومات الصحية الخاطئة والمضللة بنسبة 97 في المئة...

السؤال، الذي نبحث عن إجابته بشكل أساسي هو إذا كان بث الأخبار السياسية والاجتماعية من أهم أهدافه هو السيطرة على الرأي العام وخلق نوع من البلبلة داخل المجتمع، فما هو هدف برامج الذكاء الاصطناعي التي أجريت عليها الدراسة من بث المعلومات الصحية الخاطئة وتدعيمها بمراجع وهمية من أجل إعطائها صفة المصداقية...؟