فيما استأنف طلبة الثاني عشر اختبارات نهاية العام الدراسي بتقديم طلبة العلمي مادة الفيزياء، وطلبة الأدبي مادة الفلسفة، وسط أجواء تربوية اتسمت بالهدوء والتنظيم، قام وزير التربية جلال الطبطبائي، بجولة تفقدية على عدد من اللجان في منطقة الفروانية التعليمية، للاطلاع على سير الامتحانات.
وأكد الطبطبائي، في تصريح صحافي على هامش الجولة، أن وزارة التربية تولي أهمية قصوى لتهيئة البيئة المناسبة للطلبة خلال فترة الامتحانات، مشدداً على حرص الوزارة على توفير جميع السبل التي تكفل أداء الامتحانات، في أجواء يسودها الانضباط والطمأنينة، بما يضمن مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الطلبة.
وأشاد بجهود الإدارات المدرسية وجهوزية المدارس إضافة إلى المراقبين الوطنيين، مثمناً مستوى التنظيم العالي الذي لمسه خلال جولته، والتزام الطلبة الواضح بالتعليمات والإرشادات، ما يعكس وعيهم وإدراكهم لأهمية هذه المرحلة المفصلية في مسيرتهم التعليمية، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل وفق رؤية متكاملة من خلال فريق تربوي موحد، يسعى إلى دعم الطالب في المقام الأول، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات اللوجستية والفنية لتوفير بيئة امتحانات نموذجية خالية من أي عوائق.
ولفت إلى أن «الأيام الأولى من فترة الامتحانات أظهرت مؤشرات إيجابية، تمثلت في ارتفاع نسبة حضور الطلبة، إلى جانب انخفاض ملحوظ في حالات الحرمان مقارنة بالعام الدراسي الماضي، وهو ما يعكس وعي الطلبة وحرصهم على الالتزام بالتعليمات المنظمة لسير اللجان».
تعليمات صارمة
وأشار الوزير إلى أن «الوزارة تأمل في استمرار هذا التراجع في حالات الحرمان خلال بقية أيام الامتحانات، مؤكداً أن التعليمات الصادرة في شأن تطبيق اللوائح والنظم واضحة وصارمة، وأن الإدارات المدرسية والقائمين على لجان الامتحانات يؤدون دوراً أساسياً في تنفيذها ومتابعتها، بما يضمن عدالة الامتحانات وسلامة ونزاهة الإجراءات». كما نوه بالجهود المتواصلة التي تبذلها فرق العمل المختلفة في الوزارة، بالتعاون مع المناطق التعليمية، لضمان أعلى درجات الانضباط والعدالة سواء في تنظيم اللجان أو في مراحل التصحيح والمراجعة، مؤكداً أن تصحيح أوراق الإجابة يتم أولاً بأول وفق آليات دقيقة تراعي حقوق الطلبة وشفافية التقييم.
وبيّن أن «فرق التصحيح تعمل بكل حيادية ومهنية، وفق معايير موحدة تضمن الانصاف والموضوعية. والوزارة تتابع بدقة كل مراحل الامتحانات وتتعامل بجدية مع أي ملاحظات أو شكاوى قد ترد من الميدان التربوي»، موضحاً أن «طلبة الصف الثاني عشر يمثلون نخبة شباب الكويت الذين تعقد عليهم الآمال في المستقبل، وما يحققونه اليوم من جد واجتهاد سيكون رصيداً لهم في استكمال دراستهم الجامعية وتحديد مساراتهم المهنية لاحقاً».
خطوة انتقالية
وشدد على أن «وزارة التربية لا تنظر إلى الامتحانات باعتبارها محطة نهائية، بل خطوة انتقالية نحو آفاق تعليمية أعلى»، داعياً الطلبة إلى الثقة بأنفسهم والاستمرار في البذل والمثابرة. وختم تصريحه بالتعبير عن أطيب تمنياته لأبنائه وبناته الطلبة بالتوفيق والنجاح، مؤكداً أن «ما يحققه الطالب اليوم هو حصاد جهد ومثابرة على مدار مسيرته التعليمية، ليكون بذلك مصدر فخر واعتزاز لنفسه وأسرته وأولياء أموره». كما أعرب عن ثقته بقدرة أبناء الكويت على تحقيق التميز في مختلف الميادين العلمية، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ الكويت، وأميرها، وولي عهدها، وشعبها من كل مكروه.
يذكر أن وزارة التربية تواصل التنبيه من خلال موقعها الإلكتروني، على ضرورة تجنب إحضار أجهزة الاتصال داخل اللجان، حفاظاً على سلامة الطلبة من تطبيق لائحة مخالفات الامتحانات، خصوصاً الأجهزة الخلوية والسماعات اللاقطة وأي أجهزة حديثة ومتطورة، شاكرة للطلبة وعيهم والتزامهم بالتعليمات.
143 حالة حرمان
دخلت الاختبارات أسبوعها الثاني بحالات حرمان منخفضة جداً، مقارنة بالأعوام السابقة، حيث لم تتجاوز 143 حالة في القسمين العلمي والأدبي خلال أيام الأربعاء والخميس والأحد، فيما كشف بعض طلبة القسم العلمي لـ«الراي» عن «صعوبات محدودة» في اختبار الفيزياء خصوصاً في الأسئلة الموضوعية.
وأكد مصدر تربوي لـ«الراي» أن التوجيه الفني للعلوم لم يتلق أي شكاوى رسمية على الخطوط الساخنة، مبيناً أن نسب النجاح الأولية جيدة في المواد السابقة، وأعمال التصحيح تتم أولاً بأول في الكنترول.
وبيّن المصدر أن جهود الإدارات المدرسية تتواصل لضبط سير اللجان في المناطق التعليمية كافة تحت إشراف المراقبين الوطنيين، مؤكداً أن أعمال الغش مازالت بانحسار بفضل إجراءات الوزارة ووعي الطلبة بسلبية الظاهرة وخطورتها على مستقبلهم الدراسي.
اللجان... تنظيم والتزام
قال رئيس لجنة ثانوية الصباح، فهيد العجمي، إن لجان الاختبارات تشهد تنظيماً دقيقاً والتزاماً من الطلبة، مشيراً إلى أن عدد المتقدمين للامتحانات في ثانوية الصباح 320 طالباً، منهم 240 في الفترة الصباحية و86 في التعليم المسائي، مشيراً إلى أن المدرسة تشهد التزاماً عالياً من الطلبة والكادر التعليمي. وأكد أن المدرسة لم تسجّل أي مخالفات، بفضل الجهود المكثفة من الطاقم المكوّن من أكثر من 45 معلماً.
وأشار العجمي إلى وجود تنظيم محكم لتوزيع الطلبة داخل القاعات، إضافة إلى تجهيز القاعات البديلة، مثل المسرح وصالة التربية البدنية واللجان الخاصة، ما ساهم في توفير بيئة آمنة ومريحة لأداء الامتحانات.
1843 غياباً.. الأحد
سجلت وزارة التربية، في إحصائيتها اليومية لاختبارات الثانوية العامة، الأحد، 1843 حالة غياب في القسمين العلمي والأدبي، بواقع 880 حالة في القسم العلمي، و963 في الأدبي. فيما تم تسجيل 41 حالة حرمان، بواقع 17 حالة في اختبار الفيزياء و24 حالة في الفلسفة.