ديرة جميلة يجدُّ أبناؤها من أجل تنميتها ونموها، يتمتعون بقدرات واثقة تعمل على الجد في تنمية النهضة والنهوض بتطور الحياة، وميول خلّاقة تعمل على إثارة العمل من أجل التطور واستمراره واستعدادات بارزة تعمل على فاعلية الهِمم ونمو العطاء.
من هؤلاء المبدعين الدكتور المتألق/ أحمد عباس، أخصائي العظام في مستشفى الرازي، مبدع في أدائه، طيب في إشاراته، حريص في توجيهاته، يعمل على بذل جهود حثيثة من أجل استنباط العلاج الشافي الذي يبشّر المريض بالصحة والعافية بإذن الله الكريم، مستخدماً ملكات طيبة وإشارات خلاقة، وهدياً رشيداً، من أجل استقرار واطمئنانه.
ما لنا في هذا الصدد إلّا أن نذكر معارضة إبراهيم طوقان، لأمير الشعراء/ أحمد شوقي حين قال:
قُم للمعلم وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكون رسولا
فعارضه طوقان، بقوله:
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوةً وخمولاً
مئة على مئةٍ إذا هي صلحت
وجد العمى نحو العيون سبيلاً
لكن أُصلح غلطة نحوية مثلاً
وأتخذُ الكتابَ دليلا
مستشهداً بالغُر من آياتهِ
أو بالحديث مفصّلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر فأنتقي
ما ليس ملتبساً ولا مبذولاً
فأجد (ذكياً) بعد ذلك كله
رفع المضافَ إليهِ والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة
ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من تريد الانتحار وجدتهُ
إنّ المعلم لا يعيش طويلاً
أطال الله أعمار جميع المعلمين الذين يجدّون من أجل رفعة الأجيال وبناء الأمة وهناك معارضة أخرى عارض فيها عبدالله سنان، علي محمود طه، حين قال:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
فرد عليه عبدالله سنان، رحمه الله، بقوله:
أخي جهز الطابخون الغدا
فهات السماط ومد اليدا
أقبل القوم في رقصةٍ
إذا اكتشفوا في الجفان الجدا
جلسوا عليها بلا رحمةٍ
فصارت هباءً وصارت سدا
أخي أين طاسة الزبدتين
لذوي الظما ونجلي الصدا
ففتش على قهوة طعمة
مهيلة تُنعش الأكبدا
فإن مات منا شهيد بها
فقل ذاك بالتخمة استشهدا
وهكذا جاء الأديب المتألق عبدالله سنان، في معارضته لأمير الشعراء عن الطبيب الذي نقولها لدكتورنا المتألق/ أحمد عباس، وجميع العاملين المجتهدين معه في مستشفى الرازي:
قم للطبيب وحيّهِ
وامدد يديك مسلّما
صافحهُ وابتسم لهُ
والحق أن تتبسما
آسٍ بكفيهِ الشفاء
وكم أزال الألما
قم للطبيب محيّياً
والحق أن يكرما
عاشت الكويت وعاش المخلصون من أجلها وهي جوهرة يشع وميضها في أنحاء الدنيا.