دعا مئات المتظاهرين الليبيين، الجمعة، إلى استقالة رئيس الحكومة المعترف بها دولياً عبدالحميد الدبيبة، بينما أعلنت الحكومة مقتل أحد أفراد قوات الأمن عندما حاول بعض المتظاهرين اقتحام مكتب الدبيبة.
واستقال ثلاثة وزراء على الأقل تعاطفاً مع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الدبيبة.
وتجمّع المتظاهرون في ميدان الشهداء في طرابلس، ورددوا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات.
وساروا بعد ذلك إلى المبنى الحكومي الرئيسي في وسط المدينة. وقال أحد المتظاهرين «لن نغادر حتى يرحل».
رفع المتظاهرون صوراً للدبيبة، ومستشار الأمن القومي إبراهيم الدبيبة، ووزير الداخلية عماد الطرابلسي، وقد وضعت علامة خطأ باللون الأحمر على وجوههم.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان، أن «العمليات الفنية والتشغيلية في كل الحقول والموانئ النفطية تسير بشكل طبيعي وآمن... العمل مستمر بشكل منتظم لعمليات إنتاج وتصدير النفط والغاز».
وبلغ إنتاج النفط خلال الساعات الماضية 1376415 برميلاً.
وصل الدبيبة، الذي يقود حكومة الوحدة الوطنية في الدولة المنقسمة، إلى السلطة عبر عملية دعمتها الأمم المتحدة عام 2021. وكان من المقرر إجراء انتخابات في ذلك العام، لكنها تعطلت بسبب خلافات بين الفصائل المتنافسة، ومن ثم ظل الدبيبة في السلطة حتى ذلك الحين.
وأعلنت المنصة الإعلامية الحكومية في بيان مقتل أحد أفراد قوات حماية المباني التابعة لها، ونشرت مقطعاً مصورا يُظهر تدمير سور المبنى وحجارة على الأرض.
وأضافت في البيان «أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة اقتحام نفذتها مجموعة مندسة ضمن المتظاهرين استهدفت مبنى رئاسة الوزراء».
وقال رجل الأعمال وائل عبدالحافظ «نحن هنا... للتعبير عن غضبنا على الدبيبة وكل من هم في السلطة منذ سنوات، والذين يمنعون الانتخابات. عليهم أن يتركوا السلطة».
وتزايدت الدعوات لاستقالة الدبيبة بعد اندلاع اشتباكات بين اثنتين من الجماعات المسلحة المتنافسة في العاصمة قبل أيام في أعنف قتال منذ سنوات. وذكرت الأمم المتحدة أن ثمانية مدنيين على الأقل لقوا حتفهم.
اندلعت أعمال العنف بعد أن أمر رئيس الوزراء يوم الثلاثاء بتفكيك الجماعات المسلحة. واتهم المتظاهرون الدبيبة بالتقاعس عن استعادة الاستقرار والتواطؤ في تنامي نفوذ الجماعات المسلحة.
واستقال وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج ووزير الحكم المحلي بدر التومي ووزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، الجمعة.
وقُتل قائد كبير لإحدى الجماعات المسلحة يدعى عبدالغني الككلي، المعروف باسم غنيوة يوم الاثنين في الاشتباكات، التي هدأت الأربعاء بعد إعلان الحكومة وقف إطلاق النار.
وعبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء «التصعيد الأخير للعنف في طرابلس». وأكدت أنه «يتعين على الأطراف اتخاذ تدابير لحماية المدنيين والممتلكات العامة مع منح المستشفيات حماية خاصة».
ولم تنعم ليبيا باستقرار يذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 وأطاحت بالعقيد معمر القذافي. وانقسمت عام 2014 بين فصائل متنافسة في الشرق والغرب، لكن هدنة في 2020 منعت انزلاق البلاد إلى حرب كبرى.
ويهيمن المشير خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) على الشرق منذ 10 سنوات، فيما تنقسم السيطرة على طرابلس وغرب ليبيا بين العديد من الفصائل المسلحة.
تقع منشآت النفط الرئيسية في ليبيا، المُصدّر الرئيسي للطاقة، في جنوب البلاد وشرقها، بعيداً عن القتال في طرابلس.
وأفاد مهندسون في حقول نفطية وموانئ تصدير لـ «رويترز»، بأن الإنتاج لم يتأثر بالاشتباكات.