قال وزير التجارة والصناعة خليفة العجيل إن العلاقات التي تجمع كلاً من الكويت وهونغ كونغ متميّزة يسودها النمو، حيث شهدت زيادة بحجم التبادل التجاري في 2024 بلغ 11 في المئة.
كلام العجيل جاء خلال حفل استقبال رئيس السلطة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية جون لي كاتشيو والوفد المرافق له بحضور مستشار سمو رئيس الوزراء الشيخ باسل الصباح، حيث التقوا كذلك كبار المسؤولين التنفيذيين وأعضاء رئيسيين في الهيئة العامة للاستثمار، ومجموعة بوخمسين القابضة، وغرفة تجارة وصناعة الكويت.
وأضاف أن العلاقات بين الكويت ومنطقة هونغ كونغ الإدارية تجسّد نموذجاً للتفاهم والتعاون البناء مدعومة بتاريخ من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، والتي بدأت منذ توقيع اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية وتطورت إلى توقيع اتفاقيات تم إبرامها أول من أمس.
وقال العجيل: «إننا في الكويت نتطلع إلى تعميق التعاون مع هونغ كونغ في مجالات للتجارية والاقتصادية وكذلك مجالات التكنولوجيا الصناعية والاقتصاد الرقمي ما يعكس التزام الطرفين بتوسيع آفاق التعاون».
وشهدت الزيارة توافقاً بين هونغ كونغ والكويت على 24 مخرجاً عملياً سيتم توثيقها عبر مذكرات تفاهم واتفاقيات رسمية في مجالات متعددة تشمل التجارة والخدمات المالية والاستثمار والطيران والتعليم والخدمات القانونية وحماية البيئة البحرية.
وتابع العجيل «نسعى خلال الزيارة إلى رفع مستوى الميزان التجاري وتنسيق الجهود وتبادل وجهات النظر، ووضع الأهداف الرامية إلى تعزيز وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية وتشجيع إقامة المعارض والمؤتمرات التجارية والصناعية، وإزالة كل العقبات والعراقيل التي تواجه تعزيز العلاقات الثنائية».
مكانة عالمية
وأشاد العجيل بالمكانة العالمية التي تتمتع بها منطقة هونغ كونغ كمركز مالي وتجاري، معرباً عن اهتمامه بتعميق التعاون ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، حيث تولي الكويت اهتماماً كبيراً بالمبادرة التي تُعيد إحياء طريق الحرير التاريخي إذ توفّر فرصاً واسعة لتوسيع سلاسل الإمداد وتحفيز الاستثمارات والخدمات اللوجستية والمناطق الحرة والصناعية.
وبيّن العجيل أن التعاون مع منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة فرصة تاريخية لدعم الرؤية الوطنية للتنمية الاقتصادية المستدامة 2035، مشدداً على «أن الكويت تاريخياً تنشد النتائج والاهتمام بالأعمال ولذلك نؤكد على حرص الكويت عقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية والفنية المشتركة في أقرب وقت، واستكمال تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها أخيراً والعمل على تفعيل مذكرات التفاهم التجاري والعمل عليها، مما يُسهم في تعزيز وتنمية علاقات التعاون المشتركة».
علاقات إستراتيجية
من جانبه، قال جون لي كاتشيو إن الزيارة إلى الكويت تُجسّد عمق العلاقات الاقتصادية والإستراتيجية المتنامية بين الجانبين.
وذكر أن الوفد، الذي ضم قادة من قطاع الأعمال في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني، حقق 3 أهداف رئيسية، تشمل تعزيز العلاقات الحكومية، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، وبناء علاقات صداقة وشبكات تعاون أوسع.
وأكد أن كلاً من قطر والكويت تشهدان نمواً سريعاً مدعوماً باستثمارات كبيرة، مشيداً برؤية القيادات في البلدين وتقديرهم للمزايا الفريدة التي توفرها هونغ كونغ في إطار مبدأ «دولة واحدة ونظامان»، ما يجعل منها جسراً حيوياً يربط الصين بالعالم.
وأشار إلى أن هذه الزيارة سترتقي بالعلاقات إلى مستوى جديد وستفتح مزيداً من الفرص لهونغ كونغ، مؤكداً: «سنواصل سعينا لاستكشاف آفاق جديدة لهونغ كونغ».
بدوره، قال السفير الصيني لدى الكويت، تشانغ جيانوي إنه في السنوات الأخيرة، وفي ظل التوجيه الإستراتيجي للرئيس الصيني شي جين بينغ وصاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، شهد التبادل والتعاون بين البلدين في جميع المجالات تعمّقاً مستمراً، وأحرزنا تقدماً مرحلياً مهماً في تنفيذ وثائق التعاون التي شهد على توقيعها قيادتا البلدين، خصوصاً أن مشروعي ميناء مبارك الكبير وتوليد الطاقة المتجددة تتسرع وتيرة تنفيذهما، كما أن التعاون العملي في المجالات الأخرى يتعمق ويتطور باستمرار، مما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للكويت، ويضخّ زخماً جديداً في علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين والكويت.
اجتماعات رفيعة المستوى
من جهته، قال رئيس مجلس تنمية تجارة هونغ كونغ الدكتور بيتر لام: «خلال الأيام الماضية، أجرينا اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين وقادة أعمال، وزرنا مشاريع تنموية رئيسية في قطر والكويت. واستكشفنا كيف يمكن لقطاع الأعمال القطري والكويتي الاستفادة من مزايا هونغ كونغ في التمويل والابتكار والتكنولوجيا والخدمات المهنية لدفع مبادراتهم في مجالات التحوّل المالي والطاقة والبنية التحتية الذكية، بما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ورؤية الكويت 2035».
وأضاف لام: «بعد هذه الزيارات، سيواصل مجلس تنمية تجارة هونغ كونغ دعوة قادة الأعمال من الشرق الأوسط لزيارة هونغ كونغ والمشاركة في فعالياتنا الدولية، مثل قمة الحزام والطريق والمنتدى المالي الآسيوي، لاستكشاف الفرص المتاحة في هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني وما بعدهما».
الرباح: هونغ كونغ شريك إستراتيجي في رؤية 2035
أكد مدير عام غرفة التجارة والصناعة رباح الرباح، أن زيارة وفد هونغ كونغ تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون والشراكة بين قطاعي الأعمال بيننا.
وقال الرباح إن هونغ كونغ أثبتت على مدى العقود الماضية مكانتها كمركز اقتصادي عالمي وبيئة استثمارية جاذبة، لافتاً إلى أننا في الكويت نثمّن هذه المكانة، وننظر اليها كشريك استراتيجي في رؤيتنا التنموية، لاسيما في رؤية «كويت 2035».
ومن أبرز ما تم الاتفاق عليه مع هونج كونغ، البدء بمفاوضات للاعتراف المتبادل ببرامج المشغّل الاقتصادي المعتمد لتسهيل التجارة بين البلدين، إلى جانب تعاون بين الجهات المختصة في المصايد البحرية والحفاظ على البيئة.
كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة مطار هونغ كونغ وشركة الخطوط الجوية الكويتية تهدف إلى تعزيز الربط الجوي، وتحقيق التميز التشغيلي، ودعم الاستدامة وتنمية الكوادر في قطاع الطيران.
افتتاح مكتب اقتصادي
تتطلع هونغ كونغ إلى افتتاح مكتب اقتصادي وتجاري ثانٍ في منطقة الخليج لمواكبة المشاريع المتزايدة في المنطقة. ووقّعت بالفعل اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار مع عدد من دول الخليج، وكانت الكويت أول دولة يتم التوقيع معها. كما تتواصل المباحثات حول إمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة بين هونغ كونغ ودول المجلس.
ويمتد التعاون إلى المجالات الثقافية أيضاً، حيث زار الوفد مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، وتم تسليط الضوء على مكانة الكويت كعاصمة الثقافة العربية لعام 2025. وفي المقابل، تسعى هونغ كونغ إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتبادل الثقافي بين الشرق والغرب، يشمل ذلك دول الشرق الأوسط وعلى رأسها الكويت.