تصاعد التوترات الجيوسياسية يعزز جاذبية المعادن الثمينة كملاذ آمن
70 % ارتفاعاً بالذهب 2025 والفضة تقفز 140 %
سجّل الذهب مستوى قياسياً جديداً هو الخمسون له منذ بداية 2025، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية عالمياً وتزايد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيواصل خفض أسعار الفائدة العام المقبل، في سيناريو يعزز طلب الأصول التي لا تدر عائداً مثل المعادن النفيسة.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنحو 1.2 % ليقترب من مستوى 4500 دولار للأونصة، مواصلاً مكاسبه بعد تسجيله أكبر قفزة يومية في أكثر من شهر، كما لحقت الفضة بالذهب وسجّلت بدورها مستوى تاريخياً جديداً، وفقاً لتقرير نشرته «بلومبرغ».
ويراهن المتعاملون في الأسواق على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي نفّذ بالفعل 3 تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة، سيتجه إلى خفض جديد لتكلفة الاقتراض خلال 2026، ما يشكل رياحاً مواتية للذهب وبقية المعادن الثمينة.
وخلال الأسبوع الماضي، عززت المعادن الثمينة من جاذبيتها كملاذ، آمن بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية، لاسيما في فنزويلا.
وارتفع الذهب نحو 70 % منذ بداية العام، وهو في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له خلال 45 عاماً منذ 1979. ويستند هذا الصعود القوي إلى عمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية، إضافة إلى تدفقات قوية نحو الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب «ETFs».
وحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، ارتفعت حيازات الصناديق المدعومة بالذهب في جميع أشهر 2025 باستثناء مايو، في مؤشر واضح على استمرار الطلب الاستثماري.
ولوحظ أن الشراء المكثف من قبل الصناديق المتداولة كان عاملاً رئيسياً في الارتفاع الأخير، حيث ارتفعت حيازات «SPDR Gold Trust» أكبر صندوق للمعادن النفيسة في العالم التابع لشركة «ستيت ستريت»، بنحو 12 طناً في يوم واحد، أي ما يزيد على 1 %، وهو أكبر ارتفاع يومي منذ أكتوبر الماضي.
ورغم تراجع الذهب في أكتوبر الماضي من قمته السابقة عند 4381 دولاراً للأونصة، حين اعتُبرت موجة الصعود مبالغاً فيها، إلا أن المعدن النفيس تعافى بسرعة، ويبدو الآن في موقع يسمح له بحمل هذه المكاسب إلى العام المقبل.
وتتوقع بنوك، منها «غولدمان ساكس»، استمرار الصعود في 2026، مع سيناريو أساسي يشير إلى وصول الأسعار 4900 دولار للأونصة، مع مخاطر صعودية إضافية.
أما الفضة فهي «الحصان الأسود» في موجات صعود المعادن النفيسة، بعدما سجّلت مكاسب أكثر لفتاً للانتباه، إذ ارتفعت نحو 140 % منذ بداية العام، متجاوزة أداء الذهب، وصعدت أسعارها لنحو 1.4 % مقتربة من 70 دولاراً للأونصة، مدعومة بتدفقات مضاربية قوية، إضافة إلى اختناقات مستمرة في الإمدادات بعد موجة «ضغط بيعي» تاريخية في أكتوبر، أدت إلى تسارع الصعود.
وسجّلت مخزونات الفضة في المستودعات المرتبطة ببورصة شنغهاي للعقود الآجلة، أدنى مستوى لها منذ 2015 الشهر الماضي.
من الناحية الفنية، أظهر مؤشر القوة النسبية للذهب قراءة بلغت 80.3 نقطة، ما يشير إلى دخول المعدن منطقة «تشبع شرائي»، في حين بلغت قراءة الفضة 79.1 نقطة، وهي مستويات مرتفعة استمرت لنحو أسبوعين. وعادةً ما تشير القراءات فوق 70 نقطة إلى احتمالات تصحيح سعري.
(العربية نت)