أقامت سفارة روسيا الاتحادية لدى البلاد، فعالية رسمية بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين وممثلي الجاليات الأجنبية.
وألقى السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف، كلمة في الحفل، نيابة عن سفراء دول رابطة الدول المستقلة (أذربيجان، أرمينيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان وأوزبكستان)، عبّر فيها عن شكره وامتنانه للحضور، لمشاركتهم في إحياء هذه الذكرى التاريخية العزيزة.
وشدد السفير جيلتوف على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية كواجب مشترك أمام محاولات تزييف الحقائق، داعياً إلى تذكّر تضحيات من سقطوا في سبيل السلام، وضمان أن تبقى الحقيقة حية في الوعي الإنساني.
وانتقد محاولات إعادة كتابة تاريخ الحرب وتقليل دور الاتحاد السوفيتي، معتبراً أن هذه المساعي «تعبّر عن قصر نظر سياسي وتجاهل دروس التاريخ، وتُعد إهانة لذكرى أولئك الذين ضحوا من أجل الحرية والعدالة.»
وقال: «نُطلق على هذه الحرب في روسيا اسم الحرب الوطنية العظمى، وقد مرّ 80 عاماً منذ أن شنّت ألمانيا النازية هجومها على الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941، وحتى استسلامها في مايو 1945»، مضيفاً أنه «على الرغم من تغيّر الأوضاع السياسية وانهيار الاتحاد السوفيتي، فإن تضحيات شعوبنا تبقى محفورة في الذاكرة الجماعية ولا تمحى».
وأكد أن اندلاع الحرب «لم يكن حدثاً مفاجئاً، بل نتيجة خلل عميق في النظام الدولي بعد الحرب العالمية الأولى»، مشيراً إلى أن «سياسات الترضية الأوروبية وتمكين النازية، ساهمت في تفاقم الوضع، وصولاً إلى سيطرة النازيين على معظم أوروبا، قبل أن يواجهوا الجيش الأحمر السوفيتي».
وأضاف جيلتوف أنه «رغم شراسة الهجوم، تمكن الاتحاد السوفيتي من تحويل مسار الحرب، حيث تم سحق الآلة العسكرية الألمانية على الجبهة الشرقية، وتحرير نصف القارة الأوروبية»، مشيراً إلى أن بلاده تحملت العبء الأكبر من الخسائر البشرية والعسكرية، حيث فقد الاتحاد السوفيتي نحو 27 مليون شخص، معظمهم من المدنيين، وسجّل 78 في المئة من خسائر القوات النازية على الجبهة الشرقية.
وتابع: «يجب ألا ننسى أن الجبهة الثانية في الحرب لم تُفتح سوى في يونيو 1944، أي بعد مرور ثلاث سنوات على المعارك الضارية التي خاضها الاتحاد السوفياتي تقريباً بمفرده».