يوم 3 مايو، كان اليوم العالمي لحرية الصحافة، والجميع احتفل بهذا اليوم على مستوى العالم.
في هذه المناسبة عدت بالذاكرة إلى مقال لي نشر في 1 مارس 2016، بعنوان «الاستقرار بين الأمان وعلامة الموت!» وأتمنى أن يُقرأ لما فيه من تلخيص موجز لأحوالنا صحفياً وإعلامياً وهو ما نهدف من ورائه إلى إيجاد ثقافة صالحة للمجتمع... وذكرت فيه بعض المفاهيم حول الإعلام ورسالته السامية التي نتمنى أن نتقنها.
إن التغيير كما ذكرت في ذلك المقال لهو مطلوب؛ لأن الثبات على النهج نفسه يؤدي إلى الهلاك، وإن كان القول الأجنبي «Stability is a sign of death» ومع وجود علم في الإدارة اسمه الإدارة الإستراتيجية والقيادة التحولية أو إدارة التغيير أو حتى رسالة الدكتوراه الخاصة بي والتي عنوانها «أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي... نتوقف وبثبات ويقين عند قوله تعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (سورة الرعد: 11)... يعني التغيير الجذري للنفس؛ كون «النفس أمارة بالسوء»!
الشاهد أن الصحافة والإعلام بوجه عام على مختلف أنواعه مبنيان على قاعدة «المصداقية» التي تعلمناها من الدكتور بشير العريضي، خلال دورة الصحافة في الزميلة القبس حيث كنت أعمل في عام 1985.
الصحافة بجانب دورها المهم في تنوير الناس... فهي عبر صحافييها وكتابها وناشطيها يفترض أن تأتي متنوعة بين نقل الخبر والاستطلاع والتحقيق الصحافي وكتابة المقال.
وقد حددت مفاهيم وضوابط وأخلاق لهذه المهنة العظيمة إلا أننا لم نسعَ كأفراد إلى إحداث تغيير جذري لأنفسنا.
التغيير الجذري يبدأ من احترامك لمتلقي الخبر أو القارئ أو المشاهد، ففي الوقت الحالي مع الأسف ما كل ما ينقل صحيح، ويفتقر إلى المصداقية، بل البعض نابع عن هوى الأنفس أو البحث عن مصلحة ما.
كم كنت أتمنى أن نوجد قنوات حوارية وتنوعاً في العمل الصحافي ليشمل تحقيقات صحافية واستطلاعات رأي وحوارات هادفة همها الأول والأخير إحداث التغيير الإيجابي وفق الضوابط المعروفة بـ«الحرية المسؤولة»!
يستطيع الفرد -أي فرد- أن يكتب أو يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي ويقول ما شاء، لكن يجب أن تكون الرسالة واضحة الأهداف وترمي إلى التنوير وتوجيه النصيحة... ومن يتجاوز حدود الضوابط فإن القانون له بالمرصاد.
الزبدة:
إن الأفراد يختلفون من شخص لآخر، وكلهم على المستوى الشخصي نحترمهم دون استثناء لكن فيما يخص الأداء فيجب أن يعي كل واحد منا أنه محاسب على ما يقول وما يفعل...!
أسأل الله أن يهبنا ويهدينا سواء السبيل، وأن يوفقنا إلى طيب القول وحسن العمل والأداء، متسلحين بالحرية المسؤولية وأخلاق وتعاليم ديننا الحنيف... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi