في أحد المؤتمرات، تحدثت قبل سنوات قليلة عن أهمية التركيز على مفهوم التجديد (Regeneration) الذي عملت به كثير من الدول وفي مقدمتها المملكة المتحدة.

نحن وغيرنا من الدول ما زالنا ملتزمين برؤى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المقرة من الأمم المتحدة والمفروض أن تتوصل تلك الدول إلى نتائج تحقق تلك الأهداف الـ17 بحلول عام 2030!

لكن بعد جائحة كورونا، تغيرت كثير من الأمور في النظم الإدارية والاقتصاد العالمي بشكل عام والذي عليه سارعت بعض الدول إلى تطبيق مفهوم التجديد.

التجديد يعني العودة إلى المرحلة الأولى من الإدارة الإستراتيجية (إعادة تقييم الأوضاع والمؤثرات والمتغيرات ومن ثم صياغة الرؤية والأهداف لتحقيق التنمية المستدامة).

واليوم وعلى رغم مطالبتي بالعمل بمفهوم التجديد... نرى أن برميل النفط قد هبط إلى 64 دولاراً وقد ينخفض أكثر: فماذا نحن فاعلون؟

الواقع والمعمول به وفق الإدارة الحديثة، أن أي مرحلة تحتاج إلى منظومة قيادية (صناع الرؤية) وإدارية تنفذ الأهداف التي توصل إلى الرؤية الجديدة عبر إستراتيجيات عمل احترافية.

وقد ذكرت بعض الاقتراحات التي تساعد في مواكبة التغيير ومنها عوضاً عن بيع النفط نقوم بالتركيز على مشتقاته عبر شراكات إستراتيجية ومنها مجال البتروكيماويات، إضافة إلى شراء حصص مؤثرة في شركات واعدة لعل من أهمها تلك المرتبطة بالطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والبرمجيات والذكاء الاصطناعي.

وهذا التحول وهو مفهوم معروف بالقيادة التحولية، يحتاج إلى نمط قيادي خاص يحاكي المتغيرات والمؤثرات في السوق العالمي مدعم بعلم مرموق وخبرة طويلة ورشد وحسن سيرة وسلوك.

وفي شق المنظومة الإدارية، نحتاج إلى نظم إدارية متطورة تعتمد على «الحكومة الرقمية» ومفهوم الموظف الشامل ومن دونها يصعب على القيادات الجديدة المخضرمة أن تحقق رؤيتها.

لذلك، نرى أن الرؤية هي في الأساس حلم التجديد الذي يخلق التنمية المستدامة.

ويظل عامل الوقت (زمن التنفيذ) هو المحدد الرئيسي لمدى مواكباتنا للتغيير (التجديد) من عدمه.

الزبدة:

كل ما أتمناه أن ندرك الأهمية في اتباع وسائل التجديد (معروفة في علم الإدارة الإستراتيجية بمراحلها) وأن نوجد حلولاً تحقق إيرادات كبيرة نسبتها أكثر بكثير من الإيرادات النفطية.

صناعة التاريخ تحتاج إلى جرأة تبدأ من اختيار النخبة الأخيار لتتغير الرؤية وفق المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم وعلى رأسها الاقتصاد والنظم الإدارية الحديثة المعتمدة على البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة لخلق التنمية المستدامة (أعني الاستدامة بوجه عام وليس فقط أهداف التنمية المستدامة)... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi