شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط على أن قضية الاستقرار في المنطقة العربية «تمثل أولوية قصوى لدى الجامعة، في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة، وتحولات جيوسياسية عميقة»، داعياً إلى «تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المتشابكة». وأشاد أبو الغيط، في محاضرة ألقاها بمعهد سعود الناصر الدبلوماسي، أمس، تحت عنوان «تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير»، بـ«المواقف التاريخية للكويت في دعم القضايا العربية، لاسيما القضية الفلسطينية»، منوها بدور المعهد في إعداد الكوادر الدبلوماسية الكويتية، مبيناً أن «الكويت مجتمع عريق، ويتمتع دبلوماسيوها بفهم عميق للأحداث الإقليمية والدولية».

وأشار إلى أن «منطقة الخليج العربي تمثل نموذجاً للاستقرار، بفضل السياسات المتزنة والرؤية الإستراتيجية لدول مجلس التعاون»، لافتاً إلى أن الاستقرار بدول الخليج «ركيزة أساسية للأمن العربي الجماعي، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه بالحوار والتعاون».

«نووي» إيران

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، عن قلقه بخصوص ما يحيط بالملف النووي من إشكاليات، وقال: «نتابع هذا الملف عن كثب، ونشدد على ضرورة احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، مشدداً على أهمية «الحلول السلمية التي تحول دون سباق تسلح نووي في المنطقة».

فلسطين

وفي تعليقه على مجريات الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد أبو الغيط، أن «استمرار المأساة الفلسطينية دون حل يشكّل مصدراً دائماً لعدم الاستقرار في المنطقة بأسرها»، مشيراً إلى «التناقض في مواقف بعض القوى الدولية في التعامل مع القضايا الإنسانية».

وأضاف: «نجدد دعمنا الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

عدم يقين

وفي حديثه عن المشهد الدولي، وصف أبو الغيط، العالم بأنه يعيش «حالة عدم يقين واضطراب متقلب»، لافتاً إلى «صعود قوميات جديدة وانزواء العولمة، وظهور تكتلات كبرى؛ مثل الصين وروسيا، في مقابل الهيمنة الأميركية»، محذراً من بوادر حرب باردة جديدة.

كما تناول تطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل البشرية، داعياً الدول العربية إلى مواكبة التطور التكنولوجي لتجنب الانزواء، مضيفاً أن«الدول التي لا تواكب التطور سيطويها النسيان».

القمة العربية - الدولية لطرح «حل الدولتين»

حول القمة المقرر عقدها في نيويورك، يونيو المقبل، بمبادرة سعودية - فرنسية، لطرح قضية حل الدولتين، قال أبو الغيط، في تصريح لـ«كونا»، إن الجامعة العربية هي أحد أطراف اللجنة العربية الإسلامية التي كُلّفت من القمة العربية الإسلامية في الرياض، للتحرك في هذا الاتجاه، وهي جزء من الجهد الدبلوماسي الإسلامي والعربي، في دفع هذه الأفكار وطرحها أمام المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي.

جهود لضمان نجاح «قمة بغداد»

قال أبوالغيط إن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد، مايو المقبل، ستتناول ملفات مهمة من بينها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا وقضايا التنمية والاقتصاد، معرباً عن أمله في أن تسفر عن قرارات تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وأعرب عن ارتياحه للتسهيلات التي تقدمها الحكومة العراقية لاستضافة القمة، مشيداً بالجهود المبذولة لضمان نجاحها.

موقف كويتي ثابت وداعم للعمل العربي المشترك

أشاد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، بالتزام الكويت بدفع حصتها كاملة في ميزانية الجامعة، مؤكداً أن هذا الالتزام يعكس موقفاً كويتياً مسؤولاً وثابتاً تجاه القضايا العربية والعمل العربي المشترك.

وأضاف السفير زكي، على هامش المحاضرة، أن زيارة وفد الجامعة إلى الكويت «ناجحة بجميع المقاييس، وجاءت في إطار المشاورات الجارية قبيل انعقاد القمة العربية ببغداد في 17 مايو المقبل»، مشيراً إلى أن «الخطة العربية بشأن غزة لا تزال مطروحة، ونحن ننتظر تنفيذ وقف إطلاق النار».

وعن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة، وما إذا كانت هناك ضغوط على بعض الدول لوقف الحرب، قال: «من الصعب فهم استمرار هذا الوضع الغريب، فبعد انهيار الاتفاق الأول وعودة الآلة العسكرية للاحتلال، أصبح تحقيق وقف إطلاق النار أكثر تعقيداً».

وفي الشأن السوري، أشار إلى أن «الاجتماع الوزاري العربي الأخير أقر مشروع قرار جديداً بشأن سوريا، هو الأول من نوعه منذ تغيير النظام، والقرار يؤكد دعم سوريا وشعبها في استعادة الأمن والاستقرار والحياة الاقتصادية الطبيعية، كما يدعو إلى رفع العقوبات المفروضة عليها».