جاء الاحتلال ليدمّر كل شيء، فدمّر ثقة المسلم بأخيه المسلم ودمر ثقة العربي بأخيه العربي ودمر ثقة الجار بجاره، لقد دمر احتلال الكويت كل ما هو جميل بالعلاقات البشرية والإنسانية ليرضي أطماع عصابة قُدّر لها أن تحكم بلداً وتتحكم بمصيره وتدمر جزءاً لا يُستهان به من تاريخ

وحضارة هذا البلد، دمار كانت نتائجه هي العودة بهذا البلد عشرات السنين للخلف وهو البلد الذي قبل مجيء هذه العصابة كان يعد من أكثر الدول بالمنطقة تقدماً بالتعليم والحضارة...

لقد ضرب أهل الكويت بصمودهم داخل بلدهم أروع الأمثلة، كان صمود أهل الكويت فوق أرضهم ورفضهم التام الخروج من بلدهم بالرغم من كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّضوا له، أضف لذلك عصيانهم المدني لجميع أوامر العصابة التي احتلت البلد ورفضهم التام للتعامل مع أفراد تلك العصابة المحتلة لأرضهم، الفضل بعد الله بترسيخ مبدأ أن أهل الكويت متمسكون بالشرعية التي تحكمهم، فكان تمسك الصامدين داخل البلد وكل من كان خارج البلد ممن أُرغموا على الخروج من البلد بالشرعية هو النواة التي انطلق منها التحالف الدولي لتحرير أرض الكويت...

إنّ تمسك أهل الكويت بأرضهم وبالشرعية وقت الأزمات أصبح من الأمور التي طبعها التاريخ بأحرف من ذهب...