احتفلت شركة ميسان، الأسبوع الماضي، بمرور 10 أعوام على تأسيسها، بحضور عدد كبير من قيادات القطاع الخاص ورجال الأعمال ومكاتب المحاماة، وتخلل الحفل عدد من الكلمات للشركاء في ميسان، الذين أكدوا على استمرار المسيرة المميزة للشركة، وشهدت الاحتفالية مناظرة مع الإعلامي البريطاني الشهير مهدي حسن.
وفي تصريح صحافي على هامش الاحتفال، أكد رئيس مجلس الإدارة في شركة ميسان للمحاماة المحامي وليد التتان، أن «الدولة تسعى لإحداث التغيير وتحقيق التنمية المستدامة، وخلق استثمارات جاذبة للمستثمر الأجنبي، مما سيكون له انعكاسات إيجابية على البلاد».
وحول ما إذا كانت الكويت تحتاج إلى المزيد من القوانين لدعم الحركة الاقتصادية، أشار التتان إلى أن «المستثمر الأجنبي يحتاج إلى بيئة غير متوافرة حالياً في الكويت، رغم أن الكويت بلد قانون، ويشعر الجميع بالأمان فيها، لأن الفصل في القضايا يتم عبر المحاكم الكويتية، التي تُعرف بنزاهتها في تطبيق القانون. ومع ذلك، هناك أمور مهمة تنقصنا، في مقدمتها أن للمستثمر الأجنبي أسلوب حياة خاصاً، وبالتالي، عندما ندعوه إلى الحضور إلى الكويت والاستثمار وضخ ملياراته، فإنه يصطدم ببعض القيود والعقبات، لذا، يجب على الدولة أن تستوعب ذلك وتسعى إلى تخفيفها».
خدمات أفضل
وعن فرض الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات، أكد التتان أن «الكويت ليست معتادة على الضرائب، سواء على الأفراد أو الشركات، ولذلك كان الأمر في البداية يُشكّل صدمة. لكنني أعتقد أن تأثير الضرائب سيكون إيجابياً مستقبلاً، لأنها ستوفر خدمات أفضل للمواطنين والشركات، ولن تُشكّل عائقاً أمام المستثمرين، نظراً لأنها مطبقة في غالبية دول العالم».
وأشار التتان إلى أن «ميسان كانت أول مكتب عمل على إصدار القوانين الخاصة بمشروع منطقة الشمال، بالتعاون مع الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، ولكن ذلك كان في ظل وجود مجلس الأمة، ولم تسير الأمور بالشكل المناسب في ذلك الوقت، الأمر الذي جعلني غير متفائل بنجاح المشروع، إلا أنني الآن، في ظل الظروف الحالية، أشعر بالتفاؤل، ولكن لابد من إنشاء هيئة اقتصادية لإدارة المنطقة، تكون متعددة الاختصاصات والجنسيات، ولا تقتصر فقط على العنصر الكويتي، بل تشمل خبرات عالمية لوضع رؤية تتناسب مع احتياجات المستثمر الأجنبي».
وأكد أن «الدولة بدأت خطوات مهمة لفتح آفاق جديدة في الاقتصاد من خلال السماح للوافدين بالتملك، ورغم أن أسعار العقارات في الكويت مرتفعة وتُعدّ من الأغلى في العالم، وبالتالي فإن دخول المستثمر الأجنبي قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات، إلا أن الجانب الإيجابي هو أن الكويت ليست صغيرة، بل هي بلد واسع، ولابد من إنشاء مدن جديدة. قديماً، كانت لدينا الأحمدي والفحيحيل كمناطق مستقلة تضم سكانها وتوفّر خدماتها، ولابد من تكرار هذه التجربة. بما تملكه الكويت من إمكانيات، يُمكن إنشاء العديد من المدن الجديدة وإعادة توزيع السكان فيها توزيعا عادلاً».
طموحات كبيرة
وأعرب التتان عن تأييده لمقترح إقامة المحاكم الاقتصادية، نظراً لأهمية سرعة الفصل في النزاعات الاقتصادية، حيث إن المستثمر يخشى على أمواله، ولابد من سرعة الفصل في القضايا لضمان حصول جميع الأطراف على حقوقهم. وبالتالي، فإن المحكمة الاقتصادية ستكون الجهة المختصة بحسم هذه القضايا بشكل سريع وفعّال.
وذكر أن «ميسان احتفت بمرور عشر سنوات على تأسيسها، والتي شهدت نجاحات عدة، وحققنا طموحاتنا الكبيرة والمُرهقة في ذات الوقت، لكننا استطعنا تحقيقها بالكامل».
وختم التتان بالتأكيد على أن «لدينا رؤية مستقبلية لميسان خلال السنوات المقبلة، تقوم على التوسع المدروس بشكل أكبر، إلى جانب الفروع السبعة الحالية في القاهرة، ولندن، وأبو ظبي، ودبي، وبيروت، والرياض. كما نهدف إلى النظر إلى السوق السعودي بشكل أكثر تخصصاً، فالطموح هو أن نصل إلى كل مكان في العالم».