يبدو أنّ الوصول لخط النهاية للحرب القائمة أصبح قريباً جداً بعد سلسلة مطولة من المفاوضات وتقديم التنازلات، ولأنها حرب فلا بد من وجود ضحايا وجرحى، بالإضافة للضّرر النفسي الذي ما زال الطب يحاول أن يتعمّق ويدرس تأثير الضرر النفسي على حياة الإنسان المستقبلية، ويوماً بعد يوم يكتشف الطب آثار مدمرة للضرر النفسي الناتج عن الحروب...
مع نهاية أي حرب يستطيع الإعلام أخذ مساحة أكبر لتقييم الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الإعلام للأسف يتناسى الأضرار النفسية الناتجة عن هذه الحروب، وكيف أن الضرر النفسي لهذه الحروب سيكون ضرره ممتداً وسينعكس على معظم النواحي، ولن يقف الضرر النفسي عند الشخص المتضرّر فقط...
إنّ الضّرر النفسي للحروب سيكون أثره على الطرفين سواءً كنت منتصراً أو خاسراً لهذه الحرب، وستعاني أجيال قادمة.
أوضحت الدراسات أنّ واحداً من كل خمسة أشخاص أو ما نسبته 20 % من الأفراد الذين تعرّضوا لمِحنة الحرب سيعانون من الاضطراب النفسي الذي قامت الدراسات بتقييمه، كاضطراب بسيط ومتوسط وشديد، ويمتد هذا الضرر من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة بمراحله البسيطة ليصل الانفصام والاكتئاب والقلق الشديد بمراحله المتوسطة ليصل لمرحلته الشديدة المتمثلة باضطراب عقلي شديد الخطورة...
فلا يهم إن كنت منتصراً أو خاسراً، ولا يهم مستوى الضرر المادي أو صور المباني المهدمة، ولا يهم الأثر الاقتصادي، فالبشر هم الأساس لأي تطور وحضارة. والضرر النفسي الواقع على هؤلاء البشر يجب عدم التقليل من أهميته أو آثاره، والأهم يجب الاهتمام بمعالجة هؤلاء الضحايا ومد يد العون لهم ...