كشف وزير الخارجية عبدالله اليحيا، عن زيارات مرتقبة رفيعة المستوى بين الكويت والصين، مشيداً بـ«العلاقات الممتازة» بين البلدين، وما تشهده من تعاون وثيق، وتطلع للدفع بها إلى مستويات أرحب بما يحقق تطلعات قيادتي وشعبي البلدين الصديقين.

وعبّر اليحيا، مساء أول من أمس، على هامش مشاركته في حفل تدشين البعثة الدبلوماسية لجمهورية الصين، مقر سفارتها الجديد في الضاحية الدبلوماسية بمنطقة مشرف، بحضور كبار الشخصيات ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية لدى البلاد، عن تهنئته للسفير الصيني تشانغ جيانوي، وقال إن «افتتاح السفارة بمنطقة مشرف خطوة جيدة لتطوير علاقتنا الثنائية».

ولفت إلى أن الجانبين الكويتي والصيني «بدآ الخطوات في تنفيذ الاتفاقيات بينهما، ونحن سعداء بذلك»، مشدّداً على استعداد الكويت «لتسريع وتيرة تنفيد كل المشاريع التنموية، بتجهيز بعض القوانين والتشريعات» المساعدة على ذلك.

تهنئة

من ناحيته، أعرب السفير الصيني عن شكره الخاص للوزير اليحيا، مشيراً إلى «الصداقة التقليدية العميقة بين البلدين، والتي توليها قيادتا البلدين أهمية كبيرة».

أضاف جيناوي: «بمناسبة الذكرى الأولى لتولي سمو الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم، يطيب لي بالأصالة عن نفسي ونيابة عن السفارة الصينية أن أرفع إلى سموه أسمى عبارات التهاني والتبريكات، متمنياً لسموه موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق والسداد، لقيادة مسيرة الخير والنماء، ولدولة الكويت الصديقة المزيد من التقدم والازدهار».

ولفت إلى أن البلدين عملا بجدّ واجتهاد، خلال العام الحالي، لتنفيذ التوافقات المشتركة المهمة بين الرئيس شي وسمو الأمير في العام الماضي، وتم إحراز تقدم إيجابي في المشاريع المهمة، وسنعمل على تعميق المواءمة بين «مبادرة الحزام والطريق» و«رؤية الكويت 2035»، وتعزيز التبادل والتعاون في المجالات كافة، وإثراء مقومات علاقات الشراكة الإستراتيجية الصينية ـ الكويتية، وزيادة الرفاهية المشتركة للشعبين.

وبيّن أن التجارة بين البلدين «ظلت على مستوى عالٍ، وبقيت الصين أكبر شريك تجاري للكويت، كما ازدهرت التبادلات الشعبية بين البلدين».

دفع الشراكة

وقال السفير جيناوي إن «المقر الجديد للسفارة الصينية، يتكون من المبنى الإداري، والقسم القنصلي، ومركز المناسبات، ومنزل السفير، ومسكن للدبلوماسيين، وتبلغ مساحته الإجمالية 15 ألف متر مربع، وهو نقطة انطلاق جديدة وفصل جديد في العلاقات الصينية - الكويتية. وأضاف: في هذه المباني الجميلة والواسعة، سأحرص أنا وزملائي، وبالتعاون مع الوزير عبدالله اليحيا، ووزارة الخارجية تحت قيادته، والأصدقاء الكويتيين، على مضاعفة جهودنا لتسريع تنفيذ التوافقات المشتركة المهمة بين قيادتي بلدينا، ومواصلة دفع الشراكة الإستراتيجية إلى مستويات أرحب».

استثمارات

إلى ذلك، قال السفير جيناوي في مؤتمر صحافي أقيم قبل حفل الافتتاح، إن«الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، شهدت وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 13.13 مليار دولار، مؤكداً حرص الصين على الحفاظ على هذه الوتيرة من التعاون، مبينا أن «السلعة الأولى التي تصدرها الصين إلى الكويت هي السيارات، وبلغت نسبة زيادتها سنوياً 21 في المئة، فيما يعتبر الغاز والنفط السلعتين الأساسيتين اللتين تستوردهما الصين من الكويت، لتحتل بذلك المركز التاسع المصدر للنفط الخام إلى الصين».

وحول الاستثمار الصيني في الكويت، أفاد بأنه وصل إلى 720 مليون دولار، لتعتبر من أكبر المستثمرين على أرض الكويت، مشيراً إلى زيادة وتيرة التعاون الهندسي إذ «وقّعت شركات صينية صفقات لتشييد مشاريع كبرى في مجالات النفط والغاز والبنى التحتية، إضافة إلى مشاريع إسكانية.

فعاليات

ولفت إلى التعاون الثقافي والحضاري والشعبي بين البلدين، عن طريق الفعاليات المتبادلة، لاسيما الصينية في الكويت، منها أنشطة تعليم اللغة الصينية التي استضافها المركز الثقافي الصيني، والأنشطة الموسيقية الصينية التقليدية وندوات حول العلاقات المتبادلة، وهدفها جميعاً تقريب وزيادة التفاهم بين الشعبين.

ورداً على سؤال عن التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، قال: «الصين حريصة على تعزيز التعاون مع الكويت في جميع المجالات، خصوصاً أننا الشريك الموثوق للكويت ولجميع دول المنطقة، ونحن على استعداد لتعزيز التعاون معهم بجميع المجالات، بما فيها الأمنية ومحاربة الإرهاب، وهذا التعاون يخدم المصالح المشتركة».

وشدد على مواصلة بلاده «توسيع انفتاحها على العالم»، مشيراً إلى مؤتمرات وفعاليات دولية عدة، سعت الصين من خلالها إلى «التمسك بتعددية الأطراف الحقيقية وقدمت مساهمتها في تعزيز السلام والتنمية للعالم».