سجلت اختبارات نهاية الفترة الدراسية الثانية للعام الحالي للصف الثاني عشر قفزة توعوية لدى طلبة الثانوية، حيث انخفضت محاضر الغش بشكل كبير عن الأعوام الماضية، إذ لم تتجاوز في الاختبارات الحالية 136 حالة فقط في أول يومين من انطلاقتها في القسمين العلمي والأدبي، فيما كانت تتجاوز الـ200 حالة في اليوم الواحد سابقاً.
وفيما تغيب 3801 طالب وطالبة عن اختبارات الأربعاء والخميس الماضيين، تواصل لجان التصحيح في الكنترول عملية التصحيح لاختبارات الرياضيات واللغة الفرنسية واللغة العربية في القسمين، حيث لم ترصد اللجان أي ظواهر سلبية في الاختبارات الحالية مثل تطابق الإجابات النموذجية للطلاب كما كان يحدث في قروبات الغش.
حالة صحية
الحالة الصحية التي فرضت نفسها في اختبارات الثانوية العامة، هي نتاج إجراءات مختلفة قامت بها وزارة التربية وتكللت بهذا النجاح وأهمها إصدار لائحة الاختبارات بعقوباتها المختلفة التي فرضت الانضباط والحزم في اللجان، إضافة إلى إجراء التدوير لرؤساء اللجان، وتخصيص المراقب المقيم، وعدم تكليف في اللجان من لديه متعلم قريب من الدرجتين الأولى والثانية.
وخلصت الوزارة إلى توسيع صلاحيات المراقب المقيم بحيث يكون له الحق في تفقد اللجان والإشراف على توزيع أوراق الامتحانات ومتابعة سير اللجان، وتسجيل تقارير مفصلة عن سير العمل فيها، فيما اعتمدت إجراءات قانونية أكثر شدة وحزماً بحق رؤساء لجان الامتحانات الذين يسهلون عملية الغش وتطبيق اللوائح والنظم بحق المقصرين.
الفيزياء والتاريخ
وعلى مشارف الأسبوع الثاني من هذه الاختبارات التي يتقدم لها اليوم طلبة القسم العلمي في مادة الفيزياء والأدبي في التاريخ، أكد تقرير تربوي أن وزارة التربية طبقت في هذه الاختبارات بعض توصيات فريق مكافحة الغش الذي شكله وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل العدواني لدراسة الظاهرة ووضع الحلول لها.
وذكر التقرير «أن هذه الحلول وغيرها قد تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في الحد من الظاهرة، إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على الأسرة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني كونها حواضن النشء ومصدر قيمه وسلوكياته ومنطلقاته الفكرية والدينية التي ترفد الوزارة وخططها من خلال التوجيه والإرشاد والنصح والتوعية، لخلق جيل مسؤول يسعى للجد والاجتهاد ويعي أن آفة الغش هي معول هدم المجتمعات ونذير زوالها».