من جديد، استأنفت مسرحية «الواوي وبنات الشاوي» طريق النجاح على خشبة مسرح نادي السالمية الرياضي، فاستقطبت الجمهور الكويتي من مختلف الأعمار لاسيما جيل الثمانينات، مِمن واكبوا مسيرة نجاحها في السابق منذ انطلاقتها الأولى خلال العام 1989، إذ تولت حينها نجاة حسين مهمة الإخراج، بعدما تكفّل بتأليفها الشهيد الكاتب والشاعر فايق عبدالجليل، في حين ترجع حقوقها لـ «مركز الفنون».

«عودة الذكريات»

المسرحية، أعادت الذكريات الجميلة للمسرحية بنسخة جديدة قدمتها «باك ستيج قروب» للفنان محمد الحملي، الذي كان حريصاً وفريق عمله على الالتزام بعدم المساس بالروح الأساسية للنص، منطلقاً من مبدأ المحافظة على القيمة والمضمون للتراث الفني الكويتي، غير أن الاختلاف الوحيد في ما بين النسختين هو تبدلّ الشخوص، حيث جسّدت الفنانة حصة النبهان دوريّ «الأسد ملك الغابة» و«شمسة» عوضاً عن الفنانة هدى حسين، كما قدمت الفنانة سعاد الحسيني دور الفتاة التي تواجه الأسد و«قمرة» بدلاً من الفنانة سحر حسين.

«الفصل الأول»

تمثّل الفصل الأول من المسرحية بلوحة الأسد ملك الغابة والفتاة الطيبة والواوي، وتجلّى في هذه اللوحة عدد من الرسائل المهمة، منها الرفق بالحيوان، وحب الخير والصدق، طارحاً في الوقت نفسه تساؤلات عدة، مفادها: كيف يسير المرء على الفطرة الإنسانية وحسن النية؟

وفي المقابل، شاهدنا المكر والغدر، لتظهر النتيجة بأنه مهما غرس الأشرار سمومهم، فلابد وأن يحصدوا ثمار ما زرعوا، حيث يحاول الأسد جاهداً أن يستجدي عطف الفتاة لتخرجه من القفص المسجون به، وهي بكل ثقه أفلتته كي ترى الغدر منه، ليدخل القط والكلب والشجرة على خط الصراع، يتبعهم الواوي لحل الإشكال الحاصل، والذي انتهى بفوز الواوي وهزيمة الأسد.

«شمسة وقمرة»

وفي الفصل الثاني، شاهدنا لوحة «شمسة وقمرة» وهما (بنات الشاوي)، فكان الرابط الوحيد بين الفصلين هو الواوي.

وهنا وجدنا قصة مختلفة تماماً عمّا قُدم في الفصل الأول، إذ تركزت الرسائل على المثابرة وحب الخير والسلام، بالإضافة إلى العزيمة على الإصرار والصبر وعدم اليأس، ومواجهة الصعاب وتحمّل المشقة، فضلاً عن إظهار المعنى الحقيقي للإخلاص بين الإخوة وأهل الديرة، خصوصاً بعد إعلان القرية عن وفاة الشاوي الذي كان يتسم بالصفات الحسنة، فترك قطيعاً من الأغنام التي كان يرعاها بلا راعٍ.

لذلك تقرّر كل من شمسة وقمرة القيام بعمل والدهما في الرعي، ولكنهما تجدان معارضة من القرية، بحكم أنهما فتاتان، وبسبب الإصرار والقوة تواجهان كل الصعاب.

«توافق فني»

خلال مشاهدتنا للعرض، لاحظنا التوافق الفني الكبير بين النبهان والحسيني، حيث كانتا متفاهمتَيْن للغاية، إلى جانب الفنان عبدالعزيز السعدون في دور «الواوي» وكذلك الأداء المميز لكل من سليمان الحملي وعبدالكريم الملا وعبدالعزيز كزار.

«الراي»... في الكواليس

أثناء تواجد «الراي» في كواليس العمل، التقت الفنان ناصر اليوسفي الذي أدّى دور «الواوي» في السابق، يقوم بوضع «ماكياج الشخصية» للفنان عبدالعزيز السعدون، إذ تحدث الأخير قائلاً: «استفدت الكثير من الأستاذ ناصر اليوسفي، وروحه الجميلة في سرد بعض المواقف والمعلومات عن الشخصية، ولا شك أن وجوده بيننا أعطاني دافعاً وحافزاً كبيرين».

بدورها، كشفت الفنانة حصة النبهان عن المسؤولية الكبيرة التي حملتها منذ انطلاق العروض بنسختها الجديدة، معبرة عما كان يختلجها من مشاعر مختلطة بين الخوف واللهفة، حيث قالت: «كان الجمهور جميلاً، إلى حد أنه أبكاني من شدة الفرح، وأخص منهم جيل الثمانينات الذين استرجعوا ذكرياتهم من خلال عروضنا، ولا ننسى الإشادة بهذا الإنتاج الرائع لمركز الفنون والتعاون المثمر مع (باك ستيج قروب)».

أما الفنانة سعاد الحسيني، فقالت إنها قدمت كل أدوار الفنانة سحر حسين بكل حب، وأنها تطمح ليكون النجاح حليفهم طوال أيام العروض، لتقديم عروض أخرى من أعمال لها ذكريات ونجاحات سابقة.

«فريق العمل»

إلى جانب الممثلين السالف ذكرهم من «باك ستيج قروب»، شاركت في فريق العمل أيضاً مجموعة من الاستعراضيين والفنيين والإداريين من مركز الفنون، بينهم أيوب دشتي وزيد بشار عبدالحسين وفاطمة السني وحسين شعبان، بالإضافة إلى ناصر اليوسفي وخلود العبيدي في «الماكياج» و«مدير الخشبة» عبدالله الحملي.