/>الشاعر عبدالمحسن محمد الرشيد، من الشعراء الذين عبّروا عن معاناتهم الخاصة، وصوّروا ما في أعماقهم من أحزانٍ وأفراح.
/>إنه صاحب ديوان «أغاني ربيع» تصدّر هذان البيتان، مطلع الديوان:
/>بُلْبُل كان في ربيع فغنى
/>ثم أمسى يبكي الربيع الفاني
/>أين منه أُنشودة الحب
/>والنجوى، وبث الأشواق والأشجان
/>له في المال والوساطة:
/>دع عنك إنك من أهل الكفاءات
/>ما الفوز إلا لأصحاب الوساطات
/>هي المطايا التي يُرجى الوصول بها
/>إلى منالِ مطاليبٍ وغايات
/>فإن تطلبت في العلياء منزلة
/>شمّاء أوفت على الزُّهر العليَّات
/>لا تقطع العمر سعياً في تطلّبها
/>فالأمرُ أهونُ من جُهدٍ ومَسْعاةِ
/>الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري، جعل مقدمة لهذا الديوان واستشهد بهذا البيت:
/>مسَّ وتراً مُرْهفاً لقارئٍ آخر
/>وراح يردد أبياتها معجبا
/>وعندما عبّر عما يُكابده قال:
/>لا يعرف الوجد إلا مَنْ يكابده
/>ولا الصبابة إلا مَنْ يُعانيها
/>ومن ناحية أخرى، عن الشعر:
/>لا يعرف الشعر إلا مَنْ يمارسه
/>ولا المعاناة إلا مَنْ يُعانيها
/>وللأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد، من آلام السياسة قصيدة (الحقُ للذئب) صَيْحة أطلقها بعد نكبة 1967 وبروز أصحاب الحلول السلمية، والمقاومة من ناحية أخرى:
/>في مجلس الأمن أو في هيئة الأمم
/>ضاعت حقُوقكم فالقوم في صَمَم
/>لا ينهضُ الحق إلاّ حين تُسْمِعُهُ
/>صوت الرّصاص يُدوّي لا صدى الكلِم
/>شريعة الغاب ما انفكت مسيطرةً
/>فالحقُ للذئب ليس الحقُ للغنم